الطلاق
في حديث شريف
رواه البخاري (4856) ومسلم (2587)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم معتبرًا الزوج الثاني "مثل الهدبة"، وأضاف: (لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة، لا، حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته). يوضح هذا الحديث قواعد الزواج بعد الطلاق الثالث.
مصطلح "بت طلاقي" يعني أن المرأة تم طلاقها بطلاق يترتب عليه قطع عصمتها من زوجها، وهو الطلاق الثالث.
أما عبارة "حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك" التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم، فتعني أن المرأة لا يمكن أن تعود إلى زوجها الأول حتى تمارس مع الزوج الثاني الجم١ع في زواج حقيقي وليس زواج تحليل. هذا الحديث يشدد على أهمية تجنب نكاح التحليل ويبين أن الزواج يجب أن يكون بنية صادقة وليس لأغراض تحليلية.
قال العلامة النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم (10/3): "يُستفاد من هذا الحديث أن المرأة المطلقة ثلاثا لا تصبح حلالا لزوجها السابق إلا إذا تزوجت برجل آخر وجامعها ثم طلقها وانقضت
عدتها. أما مجرد عقد النكاح فلا يجعلها مباحة للزوج الأول". هذا الرأي يتفق مع ما قاله جميع علماء الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم.
وعلق ابن قدامة رحمه الله حول نكاح المحلل قائلًا: "نكاح المحلل فاسد وتثبت فيه كل أحكام العقود الفاسدة، ولا يتحقق به الإحصان ولا الإباحة للزوج الأول، تمامًا كما لا يثبت في سائر العقود الفاسدة". انتهى من "المغني".
من هذا نستنتج أن الزواج لغرض التحليل يعتبر فاسدًا وغير مقبول شرعًا، ولا يمكن أن يكون سببًا لإباحة المرأة لزوجها الأول. يجب على المسلمين تجنب مثل هذه الممارسات والالتزام بتعاليم الإسلام الصحيحة.
# الزواج الفاسد وعدم جواز البقاء مع الزوج
وفقًا للمعلومات السابقة، لا يعتبر زواج والدتك الحالي صحيحًا شرعًا إذا كان لغرض التحليل فقط. لذا، لا يجوز لوالدتك البقاء مع هذا الزوج وعليها الانفصال عنه، حيث أنها ليست زوجته بموجب الشريعة.
والله أعلم وأحكم.