اطلع برا يا فاشل

موقع أيام نيوز

كان على وشك أن يكمل الصعود حين كانت فتاة تنزل السلم مسرعة توقفت على بُعم سم منه قبل أن تص.طدم به.

نظرت له الفتاة بعيون متسعة بسبب المفاجأة، أما هو حدث إليها ببرود قبل أن يتنحى جانبا ويكمل صعوده دون أدنى لامبالاة.

صعد مباشرة إلى شقة عمر الفارغة ولم يتجه إلى الشقة الأخرى لأنه لم يكن يستطع مقابلة أي أحد.

بعد قليل صعد عمر ووجده يجلس على الأرض يضم ركبتيه إلى صدره ووجهه لأسفل.

أسرع إليه عمر بقلق: حازم مالك؟ حصل إيه ؟

رفع حازم رأسه إليه وقال بصوت مخنوق: آية سابتني.

تغير وجه عمر وصمت لا يعرف ماذا يقول.

قال حازم بنبرة كئيبة: أنا عارف أنه دلوقتي مستقبلي مبقاش مضمون بس كان نفسي تصدقني وتصدق أني قادر أعمل حاجة يا عمر.

ربت عمر على كتفه بينما تابع حازم: في نفس الوقت هلومها ازاي وهى معاها حق؟

عمر بدهشة: معاها حق إزاي ؟

نظر له حازم بضحكة مريرة: أكيد معاها حق إزاي هتكمل معايا وأنا فجأة بقيت بدون شغل، أكيد أي بنت هتفكر زيها.

قاطعه عمر بانفعال: لا أي بنت مش هتفكر زيها أبدا! 
كان ممكن تقف جنبك وتصبر عليك الجواز مكنش بكرة وأنت كنت مستعد تنحت في الصخر علشانها لو كانت بتحبك بجد كانت صبرت عليك ووقفت جنبك لأنها عارفة أنك مكنتش مرتاح ولا مبسوط في شغلك القديم!

حدق إليه حازم بذهول شديد من انفعاله وحديثه عن آية، 
لم يظهر من قبل عمر أي مشاعر معادية لآية لذلك هو يستغرب انفعاله، فكر ربما انفعل لأجل صديقه في نهاية الأمر.

حاول حازم الابتسام ولكن لم ينجح فقال: شكرا يا عمر على كلامك أنا مقدر شعورك وأنه كل اللي بتقوله ده علشان خاطري لكن خلاص مبقاش له داعي.

كان على عمر على وشك الكلام بإنفعال أكبر ولكنه تراجع وصمت ثم تنهد: براحتك يا حازم، بس دلوقتي لازم تفكر في مصلحتك ومستقبلك.

بمرور الأيام لم يبد أن المستقبل الذى سعى إليه حازم يهمه كثيرا لأنه كان يعمل بلامبالاة وتباطؤ ويعود فيأكل وينام أو يجلس وحيدا حزينا، حاولت والدته أن تتصل به سرا ولكنه لم يرد عليها، كانت المرارة تسيطر على قلبه بشدة حتى رفض أن يجيب اتصالها أو إتصال إخوته.

لم يتحمل عمر أن يراه على هذه الحالة أكثر فأقترب ذات يوم ووقف أمامه حين كان حازم جالسا بحزن على سريره.

قال عمر بإقتضاب: هتفضل في الحالة دي لحد أمتي ؟

حازم بصوت منخفض: أي حالة أنا كويس أهو.

اجابه عمر بحنق: لا مش كويس ده حتى طردك من البيت معملش فيك كدة وعلشان ايه علشان واحدة متستاهلش
حبك ليها ولا حزنك عليها.

وقف حازم بغض.ب وهو يمسك بقميص عمر: أنت بتقول إيه ؟ أنت واعي لنفسك ؟ إزاي تتكلم كدة عليها؟

عمر بغض.ب أكبر: هتكلم واكتر من كدة كمان!

صاح به حازم: كلمة كمان وهنسى أنك صاحبي!

أبعده عمر عنه بقوة: مكنتش عايز أقولك علشان مجرحكش لكن لازم تعرف حقيقة اللي مستعد تخسرني علشانها، الحقيقة اللي مقدرتش أواجهك بيها.

حازم بإرتياب: حقيقة إيه ؟

نظر عمر بعيدا وبدا أنه يجد صعوبة في الكلام قبل أن يتحدث أخيرا: آية كانت بتخو.نك.

رواية اختيار حازم الفصل الرابع

توقف حازم بصد@مة كبيرة: أنت.... أنت بتقول ايه ؟

تنهد عمر وهو ينظر إلى الأرض، امسكه حازم بقوة من ثيابه يقول بصياح: رد عليا قبل ما أفقد أعصابي!

نظر له عمر بحزن: شوفتها بالصدفة قبل ما تسيب شغلك قاعدة مع واحد في كافيه، قولت يمكن قريبها ولا حاجة لحد ما قامت تركب معاه عربية وكان باين عليه أنه غني.

ازدرد ريقه قبل أن يتابع: معرفتش أعمل ايه ولا اقولك إيه، كل مرة بجهز نفسي أقولك مش بقدر خالص وفي نفس الوقت قولت بردو يمكن أنا فاهم غلط، لحد ما شوفتها تاني معاه بعد ما فسخت خطوبتكم وكمان كان نازل من بيتها ولما سألت حد من جيرانهم قالوا إنه ده خطيبها الجديد وأنه هيعملوا حفلة الخطوبة قريب.

نظر في عيون حازم المتألمة: مقدرتش أسكت أكتر من كدة وأنت بتضيع نفسك وحياتك وبتحزن على واحدة متستاهلش أبدا، عارف أني غلطان أني سكت من الأول بس معرفتش أقولك إزاي وكنت بوهم نفسي أنه شكوكي غلط بس كلها اتأكدت لما هى فسخت الخطوبة.

أبتعد عنه حازم وهو ينظر بعيدا لا يستطيع تصديق ما يسمع.

حاول عمر الإقتراب منه ووضع يده على كتفه فأبتعد عنه حازم فورا.

قال بصوت مهزوز: أبعد عني، أنا همشي من هنا ومش عايزك تيجي ورايا.

حاول عمر الكلام فصاح به حازم: ولا كلمة أنت سكتت قبل كدة تقدر تسكت دلوقتي كمان!

غادر حازم بسرعة دون أن يستطيع عمر اللحاق به، سار دون أن يشعر إلى بيت آية، وقف يحدق في البيت المزين والمضاء باضواء احتفالية، صعد بسرعة ودلف بهدوء وسط الضيوف.

تم نسخ الرابط