رواية جديدة للكاتبة شيماء النعماني

موقع أيام نيوز

ابن سليم جتل ابن عوف يا رجالة 
ارتفعت اصوات عويل النساء وصراخهم على المفقود وتوعد من عائلة عوف پقتل سليمان اخذا بالثار وترقب له احد رجال عائلة عوف وقتل بعدها بايام قليلة ليخيم الحزن والبكاء على هذه القرية الصغيرة ولكن كبار االبلدة لم يرضيهم ان يشتد الثار بين اكبر عائلتين فى هذه البلدة بعدما تخلصوا منه قريبا وعادت العلاقات بينهم منذ اعوام اجتمع كبار القرية فى مجلس عرب كما يقال ويتوسطهم الشيخ سلامة هذا الرجل الحكيم الذى يتجه اليه الجميع اخذا برايه فى كل امورهم وجه حديثه الى عائلة سليم الى كبيرهم الحاج علوان يا حاج علوان ولدكم هو اللى بدا والكل شاهد بده ومسعود الله يرحمه ماټ ثم اتجه بحديثه الى كبير عائلة عوف الحاج محمد وانتوا اخدتوا تاركم وجتلتم سليمان باب الډم اتفتح من جديد بعد ما جفلناه من سنين يرضيكم ايه ونقفل باب التار اللى لو اتفتح مش هيتسد ويروح فيها شباب كتير ملهمش ذنب كفاية عيلة الهوارى اللى لحد دلوجت رافضة الصلح مع عيلة سليم هنزود الډم بينا ليه يارجالة ايه رايكم كل واحد فيكم يجدم الفدية اللى ترضى التانى 

الحاج محمداحنا مش محتاجين فلوس ياشيخ سلامة وانت عارف احنا مين وامالكنا جد ايه
الحاج علوان بنديةواحنا كبار البلد وعندنا اللى يكفى البلد دى كلتها يعنى مش محتاجين منيكم حاجة يا حاج محمد 
سلامةيعنى ايه ....ايه الحل اللى يرضيكم يا رجالة دلوجت 
قال احد الرجال من عائلة سليم ابن عوف يتجتل كيف مسعود ما اتجتل ياشيخ سلامة
قال رجل اخر من عائلة عوفانتوا اللى بداتوا يا ولاد سليم مش احنا يبجى ابنكم الدور عليه 
صړخ فيهم الشيخ سلامةاسكت ساكت منك له مفيش كبار ليهم احترام وسطيكم ولا ايه 
صمت الجميع وظل مترددا ان يقترح عليهم الاقتراح الاخر ولكنه كان يرى انه الانسب لهم جميعا 
سلامةجولى يا حاج علوان اولادك كلتهم مجوزين مش اجده
علوان ايوه يا حاج الحمد لله ....ليه 
سلامة مين عنديكم من غير جواز
علوان اللى عليه الدور سيف ولد اخوى حسين بس انت عارف دول جاعدين فى مصر بجالهم سنين طوال 
سلامة للحاج محمدوانت يا حاج محمد مش بناتك متجوزين كلتهم صوح
محمداه الحمد لله 
سلامة مين عنديكم من غير جواز
محمد اللى عندنا من غير جواز فرح بنت اخوى كمال هى الصغيرة واللى فاضلة 
سلامة مبتسم ايبجى اتحلت ابن سليم يتجوز بنت عوف
محمد كيف يعنى يا حاج انا بنت اخوى زينة البنات كيف تتجوز اجده من ابن سليم 
علوان بكبرياءوانت متعرفش ولد اخويا الباشمهندس سيف اللى كل بنات مصر بيجروا وراه ولا ايه
محمد انا بنت اخوى مهندسة جد الدنيا الف من يتمنى تراب رجليها
سلامةيا رجالة كده مينفعش الجواز هيحل الخلاف بينتكم وكفاية يا حاج علوان عيلة الهوارى اللى لسه مصممين على التار منيكم ورافضين اى صلح يبجى نلم الموضوع نجوز الواد للبت وربنا يكفينا شړ القتال هتروح ارواح كتير من الطرفين احنا فى غنى عن كده ولا ايه يا رجالة 
علوان انا موافج يا حاج بكره اسافر لاخويا ونتمم الجواز
محمد وانا كمان هسافر بكره لكمال اخوى ونتفج على كل حاجة 
سلامة يبجى على بركة الله خلال اسبوعين تتم الجوازة بدل ما حد تانى يجع ساعتها ربنا وحده خابر الله اللى هيجرى
اشرق الصباح على هذا الشاب الذى قام مبكرا كعادته ينظر الى قرص الشمس الذى تجلى لينير الكون وهو يبتسم بعدما تذكر حلمه بالامس مع فتاة احلامه التى دائما ما تزوره فى منامه بوجهها الجميل وشعرها الاسود البراق وعيناها التى اخذتا من انهار العسل لونه الجميل ومن الزهور رحيقها العطر ينتظرها دائما عسى ان يجدها دائما ما تتهافت عليه الفتيات للقرب منه ولكنه دائما ما يرى انها فقط من تستحق القرب منه ومن تستحق ان يحجم حبه فى قلبه حتى تاتى اليه وهو يرى انه بذلك يحفظها قبل ان تاتيه يوما ما وبداخله امل كبير انه قريب جدا
انه سيف حسين سليم هو الابن الاكبر لحسين سليم هو شاب تعدى الخامسة والثلاثين من عمره طويل عريض المنكبين ببشرته القمحية بلون المصريين ولكن يمتلك عيون خضراء وشعر كستنائى يجعله محط اعجاب الفتيات 
يمتلك شركة للمقاولات مع اثنين من اعز اصدقاءه واخيه الاصغر ياسين منذ اكثر من ثلاث اعوام واستطاعوا ان يحفروا لانفسهم اسما فى سوق البناء والتعمير بجهدهم وعملهم 
اتجه الى حمام غرفته توضا ليصلى وماان انهى فرضه ارتدى ملابسه وهو يحمل حقيبته ويخرج من غرفته ليجد والده حسين ووالدته امل وعمته زهيرة وابنتها مريم وبجوارهم اخته الصغرى ارؤى وبجوارها ياسين اخاه
سيفياصباح الخيرات
الجميعصباح النور 
امليلا يا حبيبى تعالى افطر قبل ما تنزل 
سيفمليش نفس يا ماما يدوب الحق ......يا باشمهندس مش وراك شغل ولا ايه خف شوية عشان تعرف تتحرك
ياسين وهو يلوك الطعام فى فمهاصطبح وقول يا صبح يا سيف
يضربه والده بخفة على راسهكلم اخوك الكبير عدل احسنلك 
ياسيناه ماانا
عارف ماانا المفترى اللى فى البيت ده وهو الطيب مش كده 
اشار اليه سيف بلسانه اهو كده بقى 
اعطت امل لسيف قطعة من الخبز فى فمه حبيبى مينفعش تنزل من غير ما تفطر 
ياسيناديله الرضعة بالمرة يا امولتى 
سيفبقولك ايه يا خفيف الډم ما تخلص بقى هسيبك وامشى وابقى لف على تاكسى 
ياسينحبيبى يا سيف ده انت كبير العيلة 
ارؤىيا لهوى على النفاق كل ده عشان توصيلة 
ياسينخليكى فى حالك انتى 
ارتفع صوت الباب ياسيناه اكيد ده زومى زى كل يوم المدام نايمة مرضتش تفطره 
املياسين بس بقى حازم بيزعل من كلامك ده
ياسينيعنى هو انا تجوز عشان اروح افطر عند امى والله عيبة فى حقى يا رجالة 
زهيرةعندك حج يا ولدى المفروض تجوم تشوف طلبات جوزها 
ياسينحبيبتى يا زوزو انتى اللى فهمانى 
دخل اليهم حازم الشقيق الاوسط والذى يعمل طبيبا فى مشفى حكومى صباحا وليلا فى عيادته الخاصة التى تعلو شقة والده
حازمصباح الخير على الحلوين 
الجميع صباح النور
املاقعد افطر يا حبيبى 
حازماه والله جعان اوى
زهيرةوينها مرتك متجومش ليه تجهزلك فطارك يا ولدى 
حازممعلش بقى يا عمتو اصلها نايمة متاخر امبارح عروسة بقى 
زهيرةعروسة ايه ده انتوا بجالكم اكتر من اربع شهور متجوزين مش عارفة طلبات بيتها وجوزها ولا ايه 
اشارت اليها املخلاص بقى ياام صالح حازم بيفطر عشان رايح المستشفى .....افطر يا حبيبى عشان متتاخرش 
ياسينانا كده تمام .....يلا يا سيف .....هو فين سيف
ضحكت ارؤى بشدةاداك زومبة وخلع 
ياسينبقى كده ماشى وراه وراه ....سلام يا حلوين 
جرى سريعا ليلحق بسيف وجده يقف امام سيارته ينتظره 
ياسينحبيبى يا اخويا لتكون واقف مستنى الموزة بتاعتك 
نظر اليه من اعلى الى اسفل مش شايف موزة يعنى ...شايف نسناس
ياسينانا ده انا عسل شهد .......يلا يلا اركب بلاش لكعالة هنتاخر 
سيفده على اساس ان انا اللى ماخرك مش كده 
جلس سيف خلف عجلة القيادة وانطلقا الى شركته الصغيرة صعدا درجات السلم بخفة وخلفه ياسين يصعد ببط وضعف حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا سيف يااخويا يا ابن امى وابويا فى اختراع اسمه اسناسير ياابنى 
ضحك سيف بقوةقلتلك خف فى الاكل عشان تبقى خفيف كده انتى اللى قاعد تحش وتاكل 
ياسيناحش يا شيخ روح ده اسلوب مهندس محترم 
سيفبقولك ايه بلاش ۏجع دماغ على
مكتبك
يلا ورانا شغل كتير
دخل سيف مكتبه خلفه سكرتيرته علياء المتيمة به ولكنه لايرى فيها شئ مختلف عن اى فتاة او امراة راها فيتعامل معها باسلوب جاد فى حدود عمله فقط
علياءتحب اعمل لحضرتك القهوة دلوقتى 
خلع سيف سترته ووضعها خلف كرسيه اه ياريت يا علياء وشوفى كده يوسف وباسم وصلوا ولا لسه
فتح الباب ليدخل منه صديقه يوسفانا هنا من بدرى ياباشا 
سيفطيب روحى انتى هاتى القهوة 
علياء بدلالتحت امر حضرتك 
نظر لها يوسف وهى تغادرالبت ھتموت نفسها عليك وانت فى الطناش
سيفبت مين
يوسفعليا انا علياء طبعا
سيفوالله انت فاضى يا جو.....اومال فين الاستاذ باسم متاخر زى كل يوم 
يوسفده العادى بتاعه .....تلاقيه كان سهران مع واحدة ولا حاجة 
وضع سيف قلمه بحدةانا مش عارف هيفضل كده لحد امتى يتقى ربنا ده عنده اخوات بنات يرضى حد يعمل فيهم كده
يوسفوالله يا سيف انا تعبت معاه وانت نفسك كلمته كتير بس يظهر كلامنا معاه زى قلته 
سيفطيب انا كمان شوية ونازل ورايا شغل ولما حضرته يشرف خليه يسافر اسكندرية عشان الشغل اللى متعطل هناك ده 
انا جيت
نظروا الى الباب ليجدوا باسم يدخل عليهم 
ازيكم يا رجالة 
سيفما لسه بدرى يا سى باسم 
القى بجسده على الكرسى بتعباعمل ايه بس يا سيف يا اخويا البت مكنتش راضية تسبنى 
يوسفتصدق انك ژبالة ما تتلم بقى افرض واحدة قالتك اتجوزنى هتعمل ايه ساعتها
ضحك باسم بشدةيا حبيبى انا بختارهم على الفرازة ويا سلام لو متجوزة اموت انا لا تقولى جواز ولا نيلة 
سيف پغضبباسم بطل القرف ده يا شيخ اتقى ربنا انا مش عارف هتفضل كده لحد امتى ترضى تتجوز واحدة غيرك يبصلها ولا يعكاسها ولا اخواتك البنات ترضلهم كده 
باسماه نفس المحاضرة بتاعت كل يوم 
سيفلا محاضرة ولا غيره انت خلاص الكلام ملوش فايدة معاك بس لو سمحت مش عايز حد يدخل الشركة احنا ما صدقنا الشركة تقف على رجليها مش عايزين حاجة تاثر على سمعتها 
باسميعنىى انا اللى هبوظ سمعتها يا سيف
سيفبعمايلك دى يا باسم اكيد عايز تمشى تتسرمح يبقى بره مدخلش عليك الاقى واحدة فى مكتبك افرض حد من العملاء شاف المنظر ده يقول ايه 
باسمطيب تصدق البت كانت ھتموت عليك لما شافت عينيك الخضراء وشعرك ده كانت عايزة تتعرف عليك 
سيف بنفاذ صبراقول ايه يقولى ايه .....امشى يا باسم على مكتبك بدل ما ارتكب فيك جناية
نعود مرة اخرى للبيت تجرى ارؤى بسرعة على والدها الذى يتصفح الجريدة 
بابا انا هخرج النهاردة انا ويحيى ممكن 
حسينتخرجوا تروحوا فين انتوا يدوب مخطوبين ومفيش كتب كتاب يعنى مينفعش 
ارؤىمعلش يا بابا يا حبيبى اصلنا هنروح مكتب الديكور اللى هيعملنا الشقة
حسينولازمته ايه افرشيها انتى وخلاص ليه مكتب ديكور والكلام ده مش لازم يعنى
ارؤىيابابا ما احنا اتكلمنا قبل كده فى الموضوع
ده ......عشان خاطرى يابابا
حسينخدى حد معاكى .....خدى مريم
ارؤىمريم فى الكلية وماما رايحة تزور خالتو سناء.....ثم يعنى مش هنتاخر ساعتين زمن نروح نتفق ونرجع على طول
تخرج امل من مطبخها وهى تجفف يدها مالكم فى ايه
حسينبنتك اللى عايزة تخرج مع خطيبها تروح المكتب بتاع الديكور دى لوحدها من غير ما حد يكون معاها
املازاى يعنى لا يا ارؤى ميصحش
ارؤىخلاص تعالى معايا
املخالتك تعبانة هروح اشوفها بقالها كام يوم وهتزعل منى
ارؤىطيب اعمل ايه .....انا هشوف ياسين او سيف يروح معايا
حسينوهو سيف فاضيلك يروح معاكى
ارؤىهكلمه وخلاص يابابا......يعنى لازم عنان تسافر مع جوزها مش كانت تبقى معايا فى يوم زى ده
املربنا يسعدها ويهديلها جوزها
حسينفى حاجة ولا ايه
امل بارتباك هاا
 

تم نسخ الرابط