روايه تزوجت م.دمنا

موقع أيام نيوز

طرقت على الباب عدة طرقات، قبل ان يفتح هو بهيئته المزرية، شعره الفوضوي، وجهه الذابل الأصفر، عيناه الزائغتان..

وقف عاكزا على الباب بتأفف، وهو يرمقها بنظرات الملل..

حياه وإبتسامة صغيرة تشكلت على ثغرها القرمذي

" اإحم.. كنت عايز أخرج اتمشى شوية،، وقولت أشوفك لو تحب تيجي معايا.! "

كريم برد هادئ بارد خالي من التفكير

" لأ.! " وسرعان ما صفع الباب بوجهها..

حياه وهى تبتسم بحرج لنفسها

" عنيف اوي كريم ده.! "

بعد عشر دقائق،،

سمع كريم طرقات على باب غرفته، وبقمة التكاسل فتح باب غرفته.. ووجد حياه تقف بنفس إبتسامتها الأولى عارضة

" انا نازلة اتمشى شوية، تحب تيجي معايا.؟! "

أغلق كريم الباب هذه المرة بدون أدنى رد..

عشر دقائق أخريات،،

و نفس الطرقات سمعها كريم،، زفر بضيق.. ونهض بغضب متوعدا لتلك السذجة !

" إنت غبية !! قولتلك مش... "

توقف عن الحديث عندما لم يجد أحد.! هو على يقين بسماعه طرقات على الباب ولكن لآ يوجد أحد.!

أغلق الباب متعجبا، ولكن تناسى الأمر بسهولة، ربما تأثير 'الكوكايين' !

نفس الوقت مر، ووجد نفس عدد الطرقات على الباب.. لم يفتح وتغاضى عن الأمر، ولكن مع استمرارية الطرقات المزعجة اضطر لفتح الباب.. ليجد النتيجة واحدة لا أحد.!

تملكه الغضب، وفكر فورا أنها الأنثى المتعايشة معه..

توجه لغرفتها، بحث في المنزل كله ولكن لا يوجد أثر لها، ربما خرجت كما قالت.!

~~

تململ بضيق في فراشه، ونظر لهاتفه الذي لم يكف عن ازعاجه.. انكمشت جفونه بسبب ضوء الهاتف الساطع المعلن عن اربعة وعشرين اتصالا من حياه.!

و اتصلت به الآن وهو ممسك بالهاتف للمرة الخامسة والعشرين..

ضغط على زر الاستجابة وهو ينصت لما آتي..

سمع صوت نحيبها الخائف، ورعشة نبرتها المنمية على سوء حالتها..

" كك كريم.. كريم الحقني.!! "

هب كريم متسائلا عن حالها.. وانقبض حاجباه بقلق..

" في ايه.؟ حصل ايه انطقي.! "

-حياه بتأتأة -: اآ انا..

و هذا آخر ما سمعه كريم من حياه قبل ان ينفصل الخط..

نظر للشاشة بلهفة وبدأت دقات قلبه تتصاعد، زفر هواء منبعث كالنار من فمه.. عاود الاتصال بها مرة، ولم تجب.. عاود مرة أخرى ليأتيه صوتها المرتعش

" كريم، إنت سامعني.؟! "

كريم بلهفة -: سامعك أيوة إنت فين ايه الي بيحصل معاكي.؟!

حياه بتقطع -: اأنا كنت بتمشى.. وكنت راجعة وقربت خلاص سمعت صوت ضر-ب نار وناس شكلهم مريب بدئو يظهرو،، وواحد منهم شفني وطلع يجري ورايا معرفش ليه،، روحت طلعت اجري.. وهو ورايا لغاية ما استخبيت بعيد عنه بس لسا سامعة صوتهم.. انا خايفة، خايفة جدا.!!

كريم مطمئنا -: اهدي، متخافيش انا هجيلك بس اوصفيلي إنت فين بالظبط وانا جايلك.!

حياه -: انا كنت قريبة من البيت، بس طلعت اجري ومش عارفة انا فين،، بس انا عند النهر، قريبة منه جدا.!

كريم -: انا نازل حالا خليكي مكانك وانا هحاول اوصلك، متخافيش ها انا جايلك.!

أغلقت الهاتف وإبتسمت بحماس

" اول خطوة.. لازم احسسوا إنه مهم.! "

~~

أخذ كريم يدور ويبحث عن حياه،،

بحث عن أقرب نهر.. وهرول إليه لعله يجد زوجته..

لم يسمع صوت طلقا-ت نارية او ما شابه طيلة رحلة بحوثه..

وصل بالفعل لإقرب نهر لمنزله،، وبمنتهى الدقة أخذ ينظر لكل شبر باحثا عنها..

رأته حياه من جحرها الضئيل، وصاحت بإسمه مهرولة إليه..

" كريييم "

إلتفت كريم لمصدر الصوت، وفورا رآها تركض تجاهه لتلقي بنفسها في احضانه بسلام.!

أحاطت عنقه وهى تختبئ ببدنه الضخم، وأحاط بدوره خصرها النحيف مربتا على ظهرها.. وأخذت الدهشة تعلو ملامحه أيضا.!

لم تكن حياه في خطر كما قالت له، هو فقط تمثيل منها.!

و لكن شعور الدفئ الذي غمرها مصطحبا بالآمان في احضانه، لم تشعر به يوما.! كأنها بالفعل كانت في خطر، وعناقه الجحر الذي ستختبئ فيه..

كريم أيضا،، أحب ذلك الع-ناق كثيرا.!

كأنها هرة صغيرة تحتمي به من بطش الكلاب الشرسة.!

كريم بصوت هادئ حنون -: إنت كويسة.؟!

إبتعدت حياه عنه قليلا، وهى تبتسم مجيبة بهدوء أكبر -: بقيت كويسة لما إنت جيت،، لولاك ولولا وجودك مكنتش عارفة اعمل ايه بجد.!

إلتف كريم كأنه يبحث عن شئ ما -: اومال فين ضر-ب النار الي قولتي عليه والرجالة الي يخيفو.؟ انا مش شايف اي حاجة.!

حياه وهى تمط ذراعيها مستديرة للجهة الاخرى،، وإبتسامة خبيثة تعتلى ثغرها -: مشو.! صوتهم اختفى فجأة !!

سارت حياه متعلقة بذراع كريم، لا تكف عن التحدث وبمعنى أدق لا تكف عن المدح فيه كما تسير خططتها..

و كريم غير عابئ بها وبحديثها، فقط يومأ برأسه إيجابيا.!

إلتفتت حياه له قبل ان تدلف غرفتها، وبكل هدوء وحب تطلعت له قائلة

" بعد كدة رجلك على رجلي، متسبنيش.! "

و إبتسامة صغيرة أخيرة تودعه قبل ان ينصرف كلا منهما على غرفته..

ألقى كريم برأسه على الوسادة بتنهيدة عميقة.. لأول وهلة يشعر بحسن تصرفه، وبمدى أهميته..!

~~

في اليوم الموالي،،

نفس الطرقات سمعها كريم على باب غرفته..

" انا خارجة ومش هعتب خطوة برا البيت إلا وانت معايا انا مش مستغنية عن سلامتي اهاا..!! "

إرتد كريم خطوة للخلف وتصاعدت ملامح الدهشة وجهه، فهو ما إن فتح باب الغرفة حتى وجد تلك المتهورة أمامه تندفع صوبه بجملتها السريعة..

تم نسخ الرابط