رواية جميلتى

موقع أيام نيوز

أمسكت ياسمينا بيدها بعطف: بتفكري في قاسم صح؟

تصدقي أنا كمان صعبان عليا أوي يا جميلة قاسم شاب ممتاز وكويس وحنين أوي بعيدا عن الجانب الطفولي شوية بتاعه بس نصيب.

حين غادرت ياسمينا لم تتمكن جميلة من النوم ليلتها جيدا بل حين تغمض عيونها تجدها تنظر لوجه قاسم حين رفضته والدموع التي رأتها في عيونه ثم يتحول الحزن لغض.ب واحتقار.

في اليوم التالي أتت ياسمينا حتى تساعدها للاستعداد وكانت معاها حين أتى وسيم مع والدته ولكن لا تعلم لما لا تشعر بتلك السعادة التي تخيلتها حين تأتي هذه اللحظة ولا الحماس المفترض لهذا اللقاء.

وضعت ياسمينا يديها على كتفي جميلة: زي القمر يا روحي، ربنا يوفقك يارب.

أبتسمت لها جميلة إبتسامة هادئة ثم خرجت لتجلس معهم، لم يمر قليل من الوقت حتى تركوهم وحدهما ليتحدثا سويا.

قال وسيم بإبتسامة: أزيك يا جميلة عاملة إيه؟

أجابت بصوت خافت: الحمد لله بخير.

تابع وسيم بنبرة جدية: فيه أي حاجة عايزة تسأليها ليا ؟

تطلعت له جميلة: أنت اخترتني ليه؟

اتسعت عيونه بدهشة ثم ضحك: إيه السؤال ده؟

ردت جميلة بإصرار: مهم ليا لو سمحت جاوب.

برغم تعجبه قال ببساطة: علشان أنا محتاج إنسانة تكون شريكة حياتي وزوجة ليا وأم لأولادي وأنا شايفك الإنسانة المناسبة لكدة.

لم تعجبها إجابته نوعا ونظرت أمامها وترأى أمام عينيها وجه وهو يقول"بحلم تكوني الإنسانة التي تكمل معايا بقية حياتي وتشاركني الأحلام دي، أنا بحبك بجد ونفسي أتجوزك".

أفاقت من شرودها على صوت وسيم المتعجب: جميلة! جميلة روحتي فين؟

انتبهت له جميلة: ااا أنا آسفة سرحت.

حدق لها بعدم رضا وقال: طب قولتي إيه؟

ازدردت ريقها وقالت بصوت ثابت: هفكر وأن شاء الله خير.

أبتسم وسيم بثقة: وأنا واثق من الرد.

عقدت حاجبيها بإستغراب أما هو تابع: على العموم عايز أقولك لو عملنا خطوبة هتبقى على الضيق بين عائلتي وعائلتك بس وأن شاء الله بعد الجواز إحتمال أسافر تاني بس هتكوني أنتِ هنا وممكن في المستقبل تيجي لي زيارات مع الأولاد.

كاد فك جميلة يتدلى من عدم التصديق وردت بإرتباك: اااه ثانية واحدة إيه ده؟ وبعدين مين قالك أني وافقت أصلا؟

رفع حاجبه وقال بنبرة بها بعض الغرور: ومتوافقيش عليا ليه؟ هو مش شكر في نفسي لكن أنا عارف أني فرصة كويسة لأي حد وخصوصا بنت زيك.

لم تستطع الرد عليه لثواني بسبب صد-متها التي تزداد: بنت زيي؟

رد بلامبالاة : أيوا يعني معلش في الكلام بس يا جميلة أنتِ فرصك قليلة في الجواز أولا عذرا الرجل بيفضل البنت الرفيعة عنك وجمالك مش مبهر ثانيا أنتِ بنت بسيطة أوي يعني معندكيش إنجازات ولا طموح عايشة كدة مش زي صاحبتك ياسمينا حتى.

مع كل كلمة تقع على مسامعها كانت لا تجد كلاما تصف به ما تسمعه، حدقت به بصد@مة وأدركت الآن أنها لا تعرفه ولم تعرفه قط، من كان يتخيل أن تحت تلك الواجهة الأنيقة المتحضرة تفكيرا كهذا!

كانت كأنها تراه أمامها للمرة الأولى، إنسانا غريبا بالكامل وهو بالفعل كان هى من خدعت نفسها على أسس واهية.

بعيون تلمع بالغض.ب: وأنت مين فهمك بقا أنت العريس اللقطة اللي مفيش منك اتنين يا أستاذ وسيم؟ ده بردو نفس الجهل بتاعك اللي مخليك مفكر أني عايشة كدة من غير هدف؟

نهض بعـ،صبية: جميلة أنا مسمحلكيش...

قاطعته وهى ترفع يدها أمام وجهه: أنا اللي مسمحلكش يا أستاذ وسيم تيجي هنا في بيتي وتهيني بكلام زي ده وكأنك بتشفق عليا وتمن عليا لما تطلب تتجوزني!

نظرت له بإحتقار وقالت بكبرياء: ومع أنه ميهمنيش أنك تعرف بس أنا عايزة أقولك أنه أنا مناقشة الماجستير بتاعتي بعد يومين مش من غير إنجازات زي ما بتقول ومع أنه الإنجازات مش بتتقاس بالحاجات دي لكن ده لمعرفتك بس غير كدة كلامك وكلام أي حد في الزبالة ميهمنيش.

عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بنبرة جامدة: اتفضل برة يا أستاذ وسيم، أنت مرفوض!

الجزء السابع

كان وشك الذهاب حين نادته مرة أخرى وقالت بإبتسامة واثقة: ومعاك حق أنا جمالي مش مبهر بس أنا شايفة نفسي أحلى واحدة ولو أنت مش قادر تشوف ده فيه غيرك اللي شايفني جميلة حتى لو أنا من غير ملامح.

مع نهاية الجملة اهتز صوتها قليلا وهى تتذكر قاسم، غادر وسيم بوجه غاضب بينما اعتذرت جميلة لوالديها أنه لم يناسبها ودلفت بسرعة لغرفتها.

كانت ياسمينا تجلس على السرير في إنتظارها حين دلفت جميلة وهى تغلق الباب بقوة ثم ترتمي في أحضان ياسمينا تبكي بقوة.

ظلت ياسمينا مكانها مصدومة لثواني قبل أن تهتف بها بهلع: حصل إيه؟ مالك؟

لم ترد جميلة وبكاؤها يزداد بقوة وهى تمسك بكتف ياسمينا الذي تستلقي عليه وتشد.

مسحت ياسمينا على ظهرها بقلق إلا أنه كلما ازداد بكاؤها وعلت شهقاتها التي كتمتها في كتف ياسمينا.

قالت بحسرة من بين بكاؤها بصوت متقطع: ااا... أنا غ...غلطت... غلطة...ك..كبيرة أوي.

ياسمينا بحيرة وتساؤل: غلطة إيه بس أهدي واحكي لي.

لم تستطع الكلام بسبب شدة البكاء فحضنتها ياسمينا تهدئ من روعها قليلا، حين هدأت قليلا وتوقفت عن البكاء.

سألتها ياسمينا بهدوء: حصل إيه بقا يا حبيبتي؟

همست جميلة بند ـ،م: كنت غبية يا ياسمينا غبية أوي بجد.

لم ترد ياسمينا استعجالها بالبوح ولكنها لم تطق صبرا: طب ليه؟

تم نسخ الرابط