رواية جميلتى

موقع أيام نيوز

في المستشفى أجروا لها كل اللازم وقاموا بتضميد الجرح الذي لحسن الحظ لم يحتج للخياطة ثم أخبروهم أنها ستفيق خلال ساعة لا أكثر، دلفت ياسمينا للغرفة التي بها بينما بقى قاسم بالخارج ينتظر.

أفاقت جميلة بعد قليل وهى تنظر حولها بتعب: أنا فين؟

نظرت لها ياسمينا بحزن: أنتِ في المستشفى يا حبيبتي، أغمى عليكِ وجيبناكِ هنا علشان يعالجوكِ.

عقدت حاجبيها بحيرة: أنتِ ومين؟

أبتسمت ياسمينا: وقاسم، لقيته في وشي ف ناديت عليه وهو اللي جري بينا على هنا.

زفرت جميلة بعـ،صبية: قاسم! ملقتيش غير قاسم يا ياسمينا!

رفعت ياسمينا حاجبها بتعجب: اه ماله قاسم؟

كشرت جميلة: أنا مش هخلص من سخريته ورخامته عليا.

نظرت لها ياسمينا بجدية وقالت بعتاب: إيه اللي أنتِ بتقوليه ده يا جميلة؟ ده وقته الكلام ده؟ وبعدين رخامة إيه كتر خيره الرجل ساعدنا وجه معانا المستشفى وواقف مستني برة مع أنه الموضوع ميخصهوش أصلا كان ممكن يوقف لينا تاكسي ويمشي لكن كمل معانا ومسبناش لوحدنا ومش راضي يدخل علشان راحتك بس عايز يطمن عليكِ وتقولي كدة! ده الله أعلم لو مكنتش لقيته ماشي بالصدفة كنت لحقتك ازاي!

خجلت جميلة من نفسها واحمر وجهها ونظرت لياسمينا نظرات مليئة بالذنب: أنا آسفة يا ياسمينا أنا الظاهر أعصابي تعبانة بس فعلا معاكِ حق كتر خيره، ناديه أنا عايزة أشكره.

ربتت ياسمينا على يدها بصمت ثم نهضت لتنادي قاسم، دلف قاسم بتوتر ووقف بعيدا عند الباب يسألها بصوت هادئ: عاملة إيه دلوقتي؟

ردت جميلة بخفوت: الحمد لله بقيت أحسن بكتير، شكرا جدا يا قاسم على اللي عملته معايا كتر خيرك.

قال بصوت جدي لم تعتده منه: مفيش داعي للشكر يا جميلة، ده واجبي وواجب أي حد في نفس الموقف.

ثم تابع بشبه إبتسامة مرحة: علشان تاخدي بالك أنتِ بتمشي فين بعد كدة.

أبتسمت إبتسامة خفيفة ولم تغضب منه، بقيا يتبادلان النظر لثواني قبل أن يشيح قاسم بنظراته بعيدا وهو يحك رقبته بإحراج: أنا هستناكم برة لحد ما تخلصوا علشان نمشي.

ألتفتت جميلة بذعر لياسمينا: أكيد ماما وبابا زمانهم قلقانين عليا دلوقتي!

قال قاسم بهدوء: متخافيش أنا كلمت ماما تروح لمامتك وتقولها وكمان تقولها أنه خلاص خارجين مروحين في الطريق.

تنهدت جميلة براحة ثم خرج قاسم لتساعدها ياسمينا على النهوض والاستعداد للمغاردة، استقلوا سيارة الأجرة عائدين كان قاسم يجلس بهدوء بجانب السائق في الأمام يسند ذقنه على يده وهو ينظر للطريق بينما جميلة تميل على كتف ياسمينا برأسها وياسمينا تضمها لها حتى ترتاح قليلا.

استقبلهم والد جميلة الذي كان عائدا من عمله للتو، وشكر قاسم بشدة على صنيعه ولكن قاسم أعترض بأن ما فعله لا يستحق ذلك الشكر ولم يكن ذلك أكثر من تصرف طبيعي.

مرت الأيام وجميلة في بيتها لا تستطيع الخروج بسبب إصابة قدمها حتى لم يعد إلا ثلاثة أيام على العيد وفي تلك الأيام لم تنقطع ياسمينا عن زيارتها ولا لمرة واحدة.

جلست ياسمينا أمامها تسألها بعفوية: عاملة إيه النهاردة؟ قدرتي تمشي عليها؟

تنهدت جميلة بملل: أيوا بتمشى في الشقة عادي وبعدين بقعد قبل ما أتعب بس الموضوع ملل أوي.

أبتسمت لها ياسمينا بتعاطف: معلش يا حبيبتي هانت.

عبست جميلة بحزن: كام نفسي أصلي التهجد معاكم.

مسحت ياسمينا على ضهرها بحنان: ربنا مقدر كدة وأكيد هو عالم ومتقبل منك متزعليش نصيب.

نظرت لها ياسمينا فجأة وضر-بت على يدها بخفة: صحيح نسيت أقولك، قاسم سألني عليكِ؟

نظرت لها جميلة بدهشة: قاسم! ويسأل عليا بتاع إيه يعني؟

ضحكت ياسمينا: كان بيطمن بقيتي عاملة إيه دلوقتي ورجلك خفت ولا إيه!

هزت جميلة رأسها بلامبالاة ف تابعت ياسمينا: ومامة وسيم سألت عليكِ لم غيبتي عن الصلاة.

انتبهت لها جميلة بإهتمام: وأنتِ قولتي ليها إيه؟

ردت ياسمينا بهدوء: قولت لها على اللي حصلك فقالت أسلم عليكِ بالنيابة عنها وأنها هتيجي تزورك قريب.

أومأت جميلة برأسها بصمت، قالت ياسمينا: أنتِ لسة بتفكري في الموضوع إياه؟

نظرت لها جميلة بحزن: لا يا ياسمينا أنا بحاول دلوقتي أنسى بعد ما فوقت من الوهم اللي كنت فيه.

أمسكت ياسمينا يدها وقالت بند ـ،م: أنا مش ندمانة على الكلام اللي قولته لكن ندمانة لأني حاسة أنه اللي أنتِ فيه أنا سبب فيه.

تم نسخ الرابط