حكاية عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

موقع أيام نيوز

 

زينب 

ڼصب عوده ووقف وهو يلقي الجريدة من يديه... مالها أمي كل شوية إهانات ليه 

نظر لأخيه الذي يرمقه بنظراته أن يهدأ وصاح به پغضب 

إيه بتبصلي ليه... اتجه مرة أخرى لجده 

زينب اللي مش عجابك ولادها هما اللي رافعين اسم عيلة البنداري... بص حواليك وشوف مين هي زينب اللي دايما بتقل منها

رفع سبابته أمامه

لوحضرتك شايف إن سكوتي على إهانة أمي دا يعتبر أحترام... فأحب اقولك ياجدي العزيز وقتها اعرف إن حفيدك مترباش صح 

قام بجمع أشيائه الخاصة 

أنا عندي شغل وقررات حضرتك يونس او سليم يبقى هيبلغهالي... بعد إذنك 

جحظت أعين الجد من تمرد حفيده الأكبر عليه... فهو رجل ذو هيبة يستمع إليه الكبير قبل الصغير واوامر تطاع على الجميع إلا من ذلك المتمرد

اتجهت والدته إليه وعيناها تترجاه 

حبيبي علشان خاطري أقعد ماينفعش تسيب العيلة كلها متجمعة وتمشي وانت أكبر حفيد 

قاطعها عندما لملم اشيائه 

عندي محكمة ياماما بعد نص ساعة مش فاضي لطقوسات العيلة اللي مبتخلصش 

صاح أسعد بولده 

اقعد ياراكان عشر دقايق ونمشي... 

اتجه بنظره ليونس وهو يكز على شفتيه السفلى.. اومأ له يونس بعينيه أن يهدأ 

هقعد بس يكون في معلومك ياجدي أي غلط في أمي تاني مش هسمح

 

بيه... وكمان انا ابن أسعد مش ابن زينب... أردف بها وهو ينظر داخل مقلتيه... تحدت النظرات بين الجد وحفيده 

قطب الجد جبينه بسخرية 

والله عرفتي تربي يازينب الحمد لله إنك ممعكيش بنات قاطعته وهي تردف سريعا وهي تنظر لسيلين تترجاه بعيناها 

ولا يهمك ياعمي... راكان عصبي لما بيكون عنده مرافعة في قضية 

رمقها راكان بنظرات حزينة لضعفها أمام جده 

بدأ الجد حديثه 

أنا جمعتكم علشان ناوي اخليكم دايما متماسكين وايد واحدة 

قاطعه أسعد متسائلا 

مش فاهم حضرتك يابابا تقصد ايه... هو إحنا مش متماسكين 

رمقه الجد توفيق 

لا فيه الأقوى يابني 

النهاردة ناوي أجوز الولاد لبنات عمهم 

تناول راكان شريحة توست وبدأ يلوكها بهدوء حتى يخرج غضبه ثم إلتوى فمه بإبتسامة سخرية 

كان الجد يراقب حركات وجهه مما جعله يستشيط غيظا 

زفر الجد بحنق وأكمل حديثه 

يونس هيكتب على سارة بنت خالد... اتجهت نظرات يونس سريعا لسيلين التي تتلاعب بصحنها دون مسه... في حين أكمل الجد حديثه 

وراكان هيكتب على سلمى بنت جلال 

وسليم هيكتب على يارا بنت عمته 

صمت الجميع لبرهة فيهما من أعجبه هذا القرار كثيرا وفيهما من استشاط داخله

طيب وسيلين ياعمي نسيت سيلين 

رمقها بنظرة تحذيرية وأردف بغلاظة 

هنشوفلها واحد من برة العيلة دي مالهاش حد من عمرها 

اشفق راكان كثيرا على والدته واخته فتحدث قائلا 

زي بالضبط كدا ياماما مفيش حد على أدي من العيلة... 

ايه اللي بتقوله دا ياولد... كلامي هيتنفذ كله 

قهقه راكان مما جعل حالة من التوتر تصيب والدته.. أرجع بجسده يتكأ على مقعده ورفع بصره لجده وتحدث 

وحضرتك نسيت تسمي العيال إيه ياتوفيق باشا 

وضع إبهامه على ذقنه مصطنعا التفكير 

أيوة.. أنا لو جبت ولد هسميه توفيق البنداري.. مط شفتيه وتحدث 

ماهو لازم نخلد ذكرى كبير العيلة مش كدا ولا إيه يايونس.. ابتسم بسخرية وأكمل يوزع نظراته على الجميع 

شوف ياتوفيق باشا.. بص حواليك كدا.. شوف الدكتور يونس بقى إزاي من قراراتك التحكمية بتعتك.. ثم اتجه لسليم 

ولا الباشمهندس سليم اللي كل حاجة لازم جدو يعرف ياراكان.. هو برضو كبير العيلة 

أوف توفيق باشا نستني اهم شخص انفلاتي بالعيلة.. أمال برأسه لمرات عمه ونظر بخبث 

الكونتيسة سارة البنداري.. رفع يديه لأبنة عمه الآخرى 

آوه برنسس فرح.. آسف سموك اصلكم كتير الصراحة مش عارف أبدأ من يونس ولا عدي ولا سليم.... توقف ونظر لسيلين 

وأومأ بنظرة حنون إليها وأردف قائلا 

والله كان نفسي أحقق لك أمنيتك دي ياجدي العزيز بس للأسف ماليش نفس للجواز أو ممكن تقول كدا.. جربت حظي مرة ومش هتتكرر تاني والبركة فيك... قالها ثم وقف مغادرا بخطوات ڼارية.. كالنيران التي أشعلها جده بجسده... 

بينما يونس نظر لصحنه وۏجع قلبه الدامي لا يعلم كيف الجراح به... على الجانب الاخر نظر سليم لفرح ثم رفع نظره لجده 

انا آسف ياجدي مش هقدر إحقق طلبك انا كمان.. فرح أخت ليا ومستحيل اشوفها غير كدا 

رمقته والدته بنظرات التعاطف عله تجديه على عدم التحدث حاليا 

كانت سيلين تجلس ودموعها تنذرف على وجنتيها عندما استمعت لحديث جدها القاسې.. 

رمقها يونس بنظراته الحزينة.... نزلت دموعها على صدره كقطع زجاج تقطع جلده لطبقات مټألمة 

وقفت متجه للأعلى.. غادر المائدة خلفها بعدما وجد الاحاديث الجانبية بعد خروج راكان 

سيلين أردف بها بصوتا هادئ 

أطرقت رأسها للأسفل تقاوم رغبة قوية بالبكاء... لماذا ټصفعها الحياة بهذه القسۏة 

سحبها من يديها متجها إلى الخارج في غفلة من الجميع سوى فريال والدته التي همست لزينب 

لمي بنت الايه دي بعيد عن ابني بدل ماتنطردي يازوزو... قالتها پشماتة

في جامعة القاهرة بكلية الهندسة 

تجلس تتابع شرح دكتور المادة بكل تركيز... فهي من الطالبات المتفوقة ودائما من أوائل دفعتها 

كان يناظرها من حين لأخر... برائتها وجمالها الهادي يخطف السلام النفسي لروحه 

رفعت نظرها عن دفترها التي تدون به بعض المعلومات المهمة... وجدته يصوب نظراته اتجاهها وحدها... لکمتها صديقتها 

أروى.. 

الدكتور نور ماله مش منزل عيونه

 

تم نسخ الرابط