لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


وبس هي هنا عشانك
احتقنت ملامحه فقد بدأت أكثر النقاط التي لا يحبها في النساء.. النقاش في أمور لا يراها إلا فراغة عقل.. فلو كان يريد العودة لشهيرة لعاد إليها حاول قدر استطاعته أن يجعل ملامحه تلين واقترب منها يجتذبها إليه
 وأنا اللي كنت فاكر مراتي جاية الشركة ليا تدلعني شوية.. تقولي كلمة حلوه..
 سليم أنا بغير لو كنت بسكت..

وقبل أن تتمم عبارتها اغمضت عيناها.. بعدما أسبلت جفنيها فابتسم مرغما يمد كفيه نحو خديها يمسح فوقهما
 لازم تكوني واثقة فيا يا فتون متجوزتكيش غير بعد ما اتغيرت.. لو كنت سليم النجار القديم كنت هقول عندها حق.. راجل لعبي.. بيزهق بسرعه.. لكن أنا مش شايف في حياتي غيرك وغير خديجة
 أنت بتسكتني بكلمتين عشان عارف إني بصدقك علطول
انفرجت شفتيه في ضحكة صغيرة وهو يري احتقان ملامحها بعدما هدأت ثورتها فاجتذب رأسها نحو صدره وقد عادت ضحكاته تتعالا
 طبعا لأنى زوج مسيطر يا حببتي.. مش سليم النجار اللي كان عنده قايمة نساء متتعدش
دفعته عنها بضراوة فهي اكثر من كان يعلم عن صورته القديمة وركض النساء خلفه
 يا سبحان الله كنت بس عايزك تناقشيني.. دلوقتي بتناقشي وصوتك عالي وايدك كمان بقت طويلة.. بركاتك يا حجة عبلة.. كام يوم بس وبركاتك ظهرت في حياتي.. صحيح الحموات سرهم باتع
 سليم
تعالت ضحكاته وقد علقت عيناه بملامحها المتجهمة وتلك النظرة الغاضبة التي تذكره پغضب صغيرته خديجة
 إيه رأيك نخرج نتغدى بره وبعدين نروح نشتري ليك فستان عشان عيد ميلاد خديجة ونجيب هديتها سوا
تلاشي الاستياء من فوق ملامحها وهي تراه بالفعل تحرك نحو مكتبه يغلق حاسوبه ثم التقط سترته ووقف يهندم هيئته
 بس أنت جايبلي فساتين كتير ممكن البس أي حاجة من عندي
التف إليها وهو يعدل من هندام لياقة قميصه
 مافيهاش حاجة لما نشتري حاجة جديدة 
تقدمت منه وقد أنطفأت غيرتها قليلا.. بعدما استطاع اجتذابها في الحديث بحنكته
 سليم قولي بحبك يا فتون
رأي في عينيها حاجتها لتأكيد حبه فمد لها ذراعه لتقترب منه وسرعان ما كان يضمها نحو قلبه
 مش لازم اقولهالك ديما يا فتون لكن خليكي متأكده إنك الست الوحيدة اللي دخلت قلبي وحبها كل يوم بيزيد..
 قولي برضوه بحبك
ضحك مرغما وهو يستمع لاصرارها لسماع الكلمة فرفع انامله نحو انفها يداعبها قبل أن يدنو منها ويخبرها بأنفاس مثقلة 
 بحبك يا فتون مبسوطه كده
ابتسم بسعاده وهو يري السعادة مرتسمة فوق ملامحها.. تخبره عن مدي فرحتها وهي تستمع لعبارات المدح من قبل استاذها بالجامعه بعدما عرض البحث الذي سلمته لزملائها وقد نالت وحدها الدرجة كامله
 كنت مبسوطة أوي يا سليم كنت عايزه اقوله إني تلميذة لأستاذ في القانون مافيش قضيه كانت بتخرج من تحت ايده بس من شطرته ساب الساحة وبقي بيزنس مان
انفرجت شفتيه في ابتسامة واسعة يطالعها بنظرة حنونة 
 أنت تلميذة مجتهدة يا حببتي وعايزة تكوني محامية شاطرة.
ضحكت مرغمة ف للأسف سليم يمدحها في شئ تعلم تماما إنها لن تكون بارعة فيه.. لأنها بدأت تكتشف أن مجال المحاماه ليس لها.. وأنها اختارت هذا المجال انبهارا بنموذج سليم
 بس أنا مش حاسة إني هكون شاطرة في مجال المحاماه لولا مساعدتك مكنتش هعرف اكمل في الكلية ولا حتى في المؤسسة
ضاقت عيناه وقد توقف عن تناول طعامه.. بعدما استوقفه حديثها
 أنت شايفه نفسك كده لأنك لسا في البداية يا حببتي فتون أنا عايزك تمسك المؤسسة مع حازم بعد ما تتخرجي..
شعرت بالتوتر وهي تستمع لعبارته فالتقطت بشوكتها قطعة من الطعام تمضغها
 مع كل سنة تجيبي فيها امتياز ليكي عندي هدية كبيرة
حاولت رسم ابتسامة فوق شفتيها تومئ له برأسها.. فيجب عليها أن تنجح حتى يأتي اليوم الذي يفتخر بها أمام رفقائه ومجتمعه
انتهي الغداء وقد استمتعت باطلالة المطعم الرائعة..وها هي تبدء جولة أخرى معه في سعادة أخرى وهو ينتقي معها ثوبها
 هيليق عليك ده ادخلي اقسيه
طالعت الفستان بنظرة فاحصة تنظر إلى تصميمه الرائع
 حساه ممكن يكون ضيق عليا
فحصها بعينيه مقتربا منها هامسا
 لا ياحببتي أنت متخنتيش ولا حاجة بس جسمك اختلف شوية
التقطت منه الثوب بحرج بعدما فهمت مغزي عبارته.. فضحك علي هيئتها الخجوله واندفاعها نحو غرفة القياس
 سليم
أخرجت رأسها من غرفة القياس وهي تراه مازال واقف ينتقي بين الأثواب ما يلائمها.. كانت العاملة ملتصقة به تخبره عن الأفضل ولكنه لم يكن يبالي بحديثها.. وفور أن أستمع لصوتها التف لها يركز اهتمامه معها.. فوجد على ملامحها علامات الحنق
اقترب منها فاجتذبته داخل غرفة القياس فاڼفجر ضاحكا وهو ينظر حوله
 كده نتفهم غلط يا حببتي
 اقفل السوسته يا سليم ومش كل شوية الاقي ست بتحوم حواليك وأنت ما شاء الله مغناطيس في جذب الستات
 وبقينا نركز في التفاصيل كمان بركاتك يا حماتي..
ضحكت رغما عنها فسليم بات يظن أن هذه النصاحة أتت مع قدوم والدتها.. ولكن الشئ الوحيد الذي وضعته والدتها داخلها هو الخۏف من فقده والعودة لحياتها القديمة
 امممم شايف الفستان ضيق شوية فعلا
 بس مش ضيق اوي يا سليم وممكن البسه عادي
ابتعد عنها ليفحص الثوب بتدقيق فوق جسدها ولكن ملامحه قد امتعضت وهو يري الثوب يفصل جسدها
 يا حببتي ضيق ومفصل جسمك.. هخرج اجبلك الفستان التاني
 لكن عجبني
ظنته سيرضخ ولكنه فجأها بتشبثه بقراره
 قولت هنختار واحد بديل يا فتون لكن ما دام عجبك ده.. مافيش مشكله ناخده وتلبسيه في البيت
انصرف دون أن ينتظر سماع اعتراضها ولكنها كانت سعيدة.. تسألت داخلها لما كان يسمح لشهيرة أن تكون متحررة في ثيابها.. رغم إنها كانت في عصمته
عاد لها بثوب اخر فالتقطته منه متذمرة
 خدي قيسي الفستان وبلاش مط شفايفك.. أنت محجبة يا فتون لازم تحترمي حجابك
 حاضر يا سليم
ابتسم بعدما أعطاها ظهره وتحرك نحو الأثواب مجددا.. لتقع عيناه على ثوب ڤاضح.. فالتمعت عيناه وهو يلتقطه
 هناخد ده كمان 
وجولة أخرى من جولاتهم كانت تنتهي وقد أتى دور هدايا صغيرته.. وذلك الصغير الذي سوف يجري جراحته بعد أيام وبالطبع حماته العزيزة
وقفت سعيدة وهي تراه يختار هدية شقيقها
 تفتكري هتعجبه
ثم انحنت نحو الدراجة مبتسمه بسعادة وهي تتخيل سعادة شقيقها
 جدا يا سليم
وسرعان ما كانت تندفع إليه تحتضنه دون أن تفكر بمن حولهم
 هيفرح اوي اوي ربنا يخليك ليا
توقفوا عن اختيار الألعاب تنظر إليه بعدما اخرج هاتفه.. ينظر لرقم شهيرة وفور أن التقطت اسمها.. ابتعدت عنه ببعض الضيق وركزت في الألعاب المعروضه حتى تلهي حالها إلى أن ينتهي من مكالمته
 أنت فين يا سليم لو أنت قريب من وسط البلد.. خلينا نتقابل ونجيب هديه لخديجة سوا
تعالت الأصوات حوله فابتعد قليلا حتى يستطيع سماعها
 شهيرة أنا برة مع فتون وبنجيب هدية خديجة ..
 ديه هدية بنت يا سليم المفروض أكون أنا معاك مش هي
 شهيرة الصوت بيقطع هضطر أقفل المكالمه
أغلق الهاتف وقد عاد الأرهاق يحتل ذهنه.. شهيرة تعلق الأمال على عودتهم مجددا تضع ابنتهما بينهم..
دلك جبهته واتجه نحو تلك الواقفة وقد علقت عيناها بدمية..
فاقت من شرودها والټفت نحوه بعدما استمعت لصوته وهو يخبر العامل بلف الهدايا ومنهم تلك الدمية التي ذكرتها بدمية صغيرة من القماش.. مزقتها لها والدتها حينما تلاهت عن شقيقتها الرضيعة بدميتها وسقطت أرضا.. 
طفلة ذو سبع أعوام
 

تم نسخ الرابط