لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
منك
الټفت ناهد حولها لتقع عيناها على تلك التي مازالت داخل حياتهم.. رمقتها بنظرة قاتمة جعلت جسدها يرتجف
طالعت كاميليا نظرات شقيقتها تعقد حاجبيها بشك
مالك واقفة بعيد يا ملك.. تعالي يا حببتي اسندي ماما معايا
أسرعت ملك إليها بعدما أنعشت تلك الكلمة قلبها.. ناهد والدتها وما سمعته لم يكن إلا بسبب ڠضبها أو كانت في كابوس وقد فاقت منه
اشاحت عيناها بعيدا عنها وابتعدت عنهم تلتقط هاتفها من حقيبتها
أنا لازم أكلم مها... لازم ترجع من رحلتها
حدق رسلان بفعلت خالته كما علت الدهشة على ملامح كاميليا وقد بدأت تتأكد من شكوكها
تعلقت عينين ملك بناهد التي ابتعدت عنها
لازم تبعد عن حياتنا.. كفاية اللي أخدته
رمقتها ناهد وقد علت ملامحها السخرية
مش عايزه مها ترجع يا كاميليا سعادة أبنك عندك الأهم دلوقتي.. طب ووعدك ليا زمان إن رسلان يتجوز مها.. وإشمعنا مهران زمان لما فكر في ملك روحتي تجوزيه لبنت الحسب والنسب.. لكن رسلان عادي ومش مهم قلب بنت أختك
أنت بتقولي أيه يا ناهد.. مهران فكر في ملك لأنه طول عمره شايفها بنت خالته المتربية المؤدبة ومكنش هيلاقي أفضل منها.. لكنه محبهاش زي رسلان.. ويعني شايفة اختياري لمهران كان صح.. أنا ظلمته وفوقت لنفسي ومش هظلم رسلان كمان .. وبلاش تجيبي اللوم على ولادي مش ديه البنت اللي زمان صممتي تربيها وسطينا دلوقتي بتقولي ليا أنا الكلام ده
طالعتها ناهد بعينين قاتمتين بعدما ابتعدت عنها وقد التمعت عيناها وهي تتذكر تلك اللمعة التي أحتلت عينين رسلان وهو يطالع تلك التي سړقت السعادة من أبنتها
نهضت عن مقعدها تبحث بعينيها هنا وهناك سترحل ملك وستبعدها عن حياتهم لا وجود لملك بعد اليوم بينهم
بابا يا رسلان بابا كويس صح
طالع دموعها التي أغرقت خديها يضم كفيها بين يديه
عمي عبدالله كويس.. أزمة وعدت ياملك
والتمعت عيناه بجمود وهو يتذكر معاملة خالته لها
ملك هو حصل إيه وصل عمي عبدالله لأزمة قلبية
وما قد ظنته كابوسا... أدركت إنه حقيقة.. طالعت ما حولها فكل شىء يخبرها إنها لا تحلم بل ما عاشته وستعيشه هو واقعها ... عاد المشهد بقسوته يمر أمام عينيها
رسلان هي ماما...
ملك
هتفت ناهد باسمها وهي تقترب منهما.. تعلقت عيناها بهم وقد سلطتهما على يديهم المتشابكتين .. ومع خطوات إقترابها كانت تحسم قرارها
نهضت ملك على الفور تقترب منها ومازال الأمل داخلها ناهد والدتها... هي فقط تعاقبها
بابا كويس يا ماما
طالعتها ناهد بلطف تنظر نحو رسلان الذي أقترب هو الأخر منها
دكتور رسلان.. عايزينك في الطوارئ يا فندم
نظر نحو الممرضة التي وقفت تلتقط أنفاسها بعدما أخبرته باستدعاءه
تعلقت عيناه بخالته يتمنى أن تكون تلك النظرة التي تحتل عيناها صادقة
خالتي روحي أنت واتطمني وخدي ملك معاكي وبكره الصبح تعالوا
اماءت ناهد برأسها فانصرف على الفور يتبع الممرضة بخطى سريعة نحو الداخل
يلا يا ملك عشان نروح.. أنت سمعتي رسلان قال إيه
بس بابا .. انا هفضل معاه هنا
رسلان قال بخير ووجودنا مش هيعمل حاجة
تقدمت ناهد أمامها بعدما ألقت بعبارتها فاتبعتها في صمت وقلبها أخذ يخفق پعنف والمشهد الذي لا يصدقه عقلها مازالت ترفض أن يقتحم واقعها.. هو كابوس وستفيق منه.. هكذا طمأنت حالها وهي تدلف خلف ناهد الشقة
توقفت ناهد في منتصف الردهة تنظر إليها وقد عادت تلك البرودة تحتل عيناها
الصبح مشوفكيش هنا.. تلمي هدومك وتشوفيلك مكان تاني تروحيه
هي في كابوس تعلم هذا.. ستفيق بالتأكيد منه.. ستلطم خدها حتى تفيق
لم تعد تشعر بشيء حولها إلا تلك الدموع التي حړقت خديها
تنظر نحو ناهد التي دلفت غرفتها ثم عادت إليها بالمال تلقيه عليها
أنا أديت مهمتي معاكي وراعيتك زي بنتي .. لو كنت سيبتك في ملجأ كان زمان حياتك غير كده...
ماما أنت بتقولي إية
صړخت بها ناهد وقد أصبحت الكلمة ثقيلة على مسمعها
أنا مش أمك.. مش أمك سامعه مش أمك ولا عبدالله أبوك
الفصل الثالث والعشرون
_ بقلم سهام صادق
الناس حولها يتحركون في عجالة من أمرهم.. الكل يقف ينتظر قطاره وعند وصوله يسرعون في صعوده.. الكل يعرف محطته القادمة مهموم أو يملؤه الشوق لأهله يعرف أين وجهته.
منذ أن جلست على مقعدها وهي تحدق في وجوه الناس وكأنها تبحث عن شىء مجهول.. ارتجف جسدها وصوت ناهد يعود ليقتحم أذنيها فترفع يديها نحوهما
أنت مش بنتي.. أنت بنت من الشارع..
انحدرت دموعها مجددا على خديها وسرعان ما ازالتهم بعدما توقف البعض يطالعونها بغرابة
عاد جسدها يرتعش فرفعت ذراعيها نحوه تمنحه بعض الدفء.. وها هو الوقت يمضي بها وسؤال واحد يتردد داخلها
هل أصبحت بلا أهل مجهولة الهوية الآن
والإجابة التي اعطتها ناهد إليها لم ترحمها
فتاة من الشارع.. فتاة مجهولة النسب
تعلقت عيناها بالقطار تقف على عقبيها فقد حانت رحلة الرحيل
.........
ابتسم الجد عظيم وهو يرتشف الشاي بعدما رمقها بنظرة سريعة قبل أن يتغزل بكأس الشاي خاصته.. طالعه سليم بعينيه مبتسما وهو يرتشف من فنجان قهوته ببطء فتتعلق عيناه ب فتون التي اتسعت ابتسامتها فور أن مدحها جده بلطف
مرجعتش أتمزج بكوباية الشاي غير لما جيتي يا فتون
ورمق حفيده الذي ترك أخيرا جهازه اللوحي وأخذ يطالعهم
أول مرة تعمل في جدك معروف
تجلجلت ضحكات سليم فقد أصبحت متطلبات الحياة لدي جده والتي تعطيه السعادة بسيطة للغاية.. كالأمس عندما جاء إليه بحلوى المشبك التي يشتهيها
تعلقت عينينها ب رب عملها وكيف أخذ يمازح جده
اومال لو فتون عملتلك صنية البسبوسة بالقشطة هتعمل إية.. ديه ديدا ذات نفسها مقدرتش تقاوم أكلها.. وكل ما تكلمني تفضل تمدح في أكلها وقد إيه انا محظوظ
أنا زعلان من خديجة.. إزاي لما نزلت أخر مرة مجتش تشوفني.. وكمان مش عيب يا ولد تقول على عمتك ديدا من غير ألقاب
اتسعت عينين فتون ذهولا عندما تذكرت تلك السيدة الحسناء غير مصدقة إنها عمة السيد سليم .. عادت عيناه تتعلق بها يتأمل ملامحها وهيئتها الجميلة الهادئة
بذمتك يا فتون ديدا ينفع يتقال ليها عمتي.. أنت تصدقي إن واحد زي ديدا عمتي
واردف بعدما عاد يطالع جده ويلاطفه وقد اتسعت ابتسامة الجد وانشرح فؤاده
شوف حتى فتون أهي مذهولة.. أقول عليكي يا خديجة ديما الناس بتتصدم لما تعرف إنك عمتي
خديجة ديه الحسنة الحلوة اللي عملها رأفت جدك.. يلا ربنا يسامحه
انقلبت ملامح الجد عندما تذكره.. فالصديق الذي كان يأتمنه على كل شىء كان يسعى لتدميره وأخذ شركته طمعا
مالك يا عظيم باشا بس.. إيه اللي غير ملامحك
حدق السيد عظيم ب فتون الواقفة فانسحبت من بينهم بعدما شعرت بالحرج.. انتقلت عينين الجد نحو حفيده يزفر أنفاسه بزفرات متتالية
محدش خلاني اسامح العيلة ديه غيرك وغير خديجة يا حبيبي
تجمدت عينين سليم.. فجده لم ينسى الماضي يوما
الصديق
متابعة القراءة