لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


رسلان عائله كان يعجبه فيهم ترابطهم.. ولكن خلف هذا الترابط كان هناك ماضي مدفون أحرق كل شئ بعدما عادت الدفاتر تفتح من جديد
نظرت إليه فتون مستفهمه عن حديثه الذي كان مفعم بالحرارة مع هذة المرأة الجميلة التي لم تنساها يوما منذ أن رأتها بالمزرعة عندما كانت زوجة السائق وذهبت للمزرعة للخدمة إلى حفل الزفاف الذي ذهبت إليه وكانت العروس

 أنت نسيتي ملك يا حببتي
 لا منستهاش بس كلامك غريب.. كأنها كانت مسافره ورجعت
ابتسم وهو يلتف بجسده يلتقط رابطة النفاخات التي اتي بها للصغير وبضعة العاب تسليه وتسعده
 حكاية طويلة يا فتون
ثم ترجل من سيارته فترجلت بعده وقد عاد القلق يدب داخل اوصالها من فكرة عرض حالتها على طبيبة مختصة
سارت جواره تراه وهو يومئ برأسه لبعض الأطباء الذين طالعوه بابتسامة مرحبه
دلفت قبله غرفة الصغير الذي علقت عيناه بالبلاين التي بيده ثم الألعاب التي كان يحملها سليم
 فتون
انتبهت السيدة عبلة على صياح الصغير بعدما طوت سجادة الصلاة وقد فرغت للتو من صلاة الضحى
 فتون البلالين ديه بتاعتي لوحدي
ثم نظر نحو الألعاب وقد لمعت عيناه بالسعادة ونسي خوفه من المشفى وشوقه لأخوته والركض مع أبناء الجيران
تناست فتون كل شوية حولها وهي تقترب من أخيها الصغير نحيل الجسد الذي انجبته والدتها بعد زيجتها من حسن
 أيوة يا حبيبي خف أنت بس وهتلاقي مفاجأة حلوه عمو سليم عملها ليك
التمعت عينين الصغير ونظر نحو سليم الذي اقترب منه واخذ يمسح فوق رأسه
 خف أنت بس يا بطل وكل حاجه أنت عايزاها هتلاقيها مستنياك 
 ربنا يكرمك يا جوز يا بنت والله الواحد من غيرك مش عارف كان هيعمل إيه
 متقوليش كده يا حجة عبله إحنا اهل
ربتت عبلة فوق ذراعه تنظر إليه وإلى أبنتها
 ابن أصول وبنت محظوظة بيك يا جوز بنت
ثم نظرت إليه تتفرس ملامحه تخشي ألا يكون متقبلا للفظها بزوج أبنتها
 اوعي تكون بتضايق مني لما بقولك يا جوز بنت....
 لا طبعا يا حجه عبلة اضايق ليه ما ديه الحقيقه.. أنا جوز بنتك
اتسعت ابتسامة السيدة عبلة تنظر إلى أبنتها التي فتح لها الله أبواب الخير
 والله أنت رجل ذوق يا جوز بنت وكلامك بلسم
واردفت متحمسه تغمض عينيها تنتظر سماع تلك الكلمه منه
 قولي كده يا حماتي عايزه اسمعها منك يا جوز بنت.. اكيد بتطلع من ولاد الذوات ليها طعم تاني
اڼفجر ضاحكا رغما عنه فوالدة زوجته الغالية تتحدث بسجيتها
 هو أنا قولت حاجة غلط يا حبيبي
تمالك ضحكاته بصعوبه حتى ان الصغير الذي أنشغل بأشياءه ضحك اما فتون علقت عيناها بوالدتها تزجرها لعلها تصمت..
 ابدا يا حماتي
تهللت اسارير السيدة عبلة وهي تربت فوق ذراعه وقد زادتها الكلمه سعاده
 شايفه يا فتون كلمه حماتي طلعت منه ازاي
طالع نظرات فتون الجامده وقد استعجب صمتها
 يا ما نفسي اشيل عيالكم
التمعت عيناه وهو ينظر نحو تلك الصامته وقد اتخذت دور المستمع
 ادعيلنا أنت بس يا حماتي
رفعت السيدة عبلة يداها تدعو لهم تدعو لابنتها ان ترزق بالكثير من الاولاد من هذا الرجل الذي احبته كانت تظنه إنه لن يقبل بهم بحياته ولن يرحب بهم في منزله ولكنها وجدت رجل اخر غير الصوره التي تخيلته عليها وقد فسرت عدم مجئ أبنتها إليهم وإقامة احتفالا بقريتهم تتفاخر به امام جيرانها بزواج أبنتها كان بسبب إنه لا يرغب بأي صلة بينهم ويكفيهم المال الذي يرسله إليهم
 أنا ليا طلب عندك يا جوز بنت
 ماما كفاية كلام سليم مش فاضي لكلامنا
رمقت السيدة عبلة أبنتها حانقة مشيرة إليها أن تصمت
 أسكت أنت جوز بنت معندهوش مانع يسمعني من هنا لبكره ولا إيه يا حبيبي
نظر نحو فتون بلوم وقد اطرقت رأسها تخشي أن تطلب منه والدتها طلب يكون فيه مال لتجهيز اختها التي اقترب زواجها
 اطلب طبعا يا حجه عبلة اللي أنت عايزاه
 مش قولنا تقولي يا حماتي
ابتسم بلطف ينظر لفتون متسائلا بمزاح
 مطلعتيش للحجة عبلة ليه
اتسعت ابتسامة السيدة عبلة تنظر لابنتها التي تصفها أنها عاشقة للفقر والكفاح كوالدها
 طالعه لابوها
ثم اردفت مستاءة بعدما عدلت من غطاء رأسها
 مالك يا بت بتزجريني كده ليه أنا لازم اقوله اللي ناس بتتكلم عليه من ساعه ما رجعنا بلدنا
انتبهت فتون تلك المرة على حديث والدته ولم تلمح لها عن هذا الحديث من قبل ذلك الحديث الذي طال عرضها بعدما شوهه حسن وخاض فيه وأخبر أهل القرية إنه طلقها بسبب علاقتها برب عمله ذلك السيد الذي يملك المال والسلطة..
اغمضت عيناها پقهر فقد اقتص الله لها منه حينا ماټ ملقي في الطرقات بجرعة مخډرات زائدة
تجمدت ملامح سليم ينتظر سماع باقية حديثها
 يا بني الناس فاكرينا مجوزينك البت عرفي جواز متعه لحد ما تزهق منها تقوم مرجعها لينا من تاني محدش مصدق إن بيه زيك ليه اسمه.. يتجوز بنت عبدالحميد الراجل الغلبان ده غير إن بنت مش بنت بنوت فترضي بيها على إيه
 كفاية حرام عليك كفاية
هتفت بها فتون في قهر واسرعت لتغادر الغرفة.. لتنظر السيدة عبلة نحو الواقف أمامها وقد تجهمت ملامحه ثم تحرك خلفها لكنه وقف مكانه بعدما وجد رسلان يدلف الغرفة برفقة الطبيب الذي تابع حالة الطفل قبل استلامه لتقاريره اليوم
 كويس إنك لسا موجود يا سليم
وقفت في الشرفة شاردة تفكر في خطوتها القادمة وهو الرحيل من هنا.. لقد أضاع كاظم كل شئ داخلها ليتها ظلت وحيده ليتها قټلت حالها حينما فكرت بهذا الرجل واقحمت نفسها داخل حياته المظلمة
استمعت لخطوات خلفها فاغمضت عيناها پقهر وهي تتذكر تفاصيل تلك الليلة
 جهزي شنطتك الطيارة بعد ساعات
الټفت إليه وقد ضاقت عينيها وهي تستمع لباقية حديثه
 هنسافر إيطاليا عندي شغل مهم هناك
 مش هسافر معاك
هتفت بها فعن أي سفر يتحدث وهي تخطط للرحيل عنه
 أنا همشي من هنا ولو مسبتنيش امشي.. هفضحك يا كاظم على مواقع التواصل الاجتماعي
ثم رفعت هاتفها نحوه لتأكد له ما ستفعله
 هخليك تعرف إني مش طماعه وبس لا كمان مجنونه
اتسعت ابتسامته وهو يستمع إليها يري الوعيد في عينيها
 معنديش مشكله الصحافة طول عمرها بتطلع عليا إشاعات
احتدت عيناها وهي تراه يقترب منها بعدما هتف بحديثه اللامبالي بټهديدها
 بعد ما نرجع من رحلتنا نبقى نتفاهم يا جنات في موضوع الطلاق
قطبت حاجبيها وهي لا تستوعب كيف تغير بهذه السرعه ويحادثها بهدوء
 يعني هنتطلق
طالت نظراته إليها يمنحها الجواب ببساطة وليت كان قلبها وجسدها وفيا لها فقد ارتجف كلاهما فور أن نطقها
 هيحصل اللي أنت عايزاه يا جنات لكن بعد ما نرجع
حدقت السيدة سعاد بغرفة المكتب تتسأل داخلها لما عاد باكرا بل ومجهم الوجه.. حتى إنه لم يرد على تحيتها.. فهي تريد اخباره بما حدث اليوم وما فعلته تلك الشمطاء التي أتت المنزل وقد هتفت بحديث يخوض في الأعراض
اقتربت منها بسمة تنظر نحو الباب المغلق متسائله
 هو جسار بيه رجع
اماءت لها السيدة سعاد برأسها فاسرعت نحو المطبخ حتى تجلب علبة الهاتف لتعطيه له فهي لا تحتاج من أحد شئ وخاصة هو
 أنت رايحة فين يا بسمة البيه مش طايق نفسه.. بلاش يا بنت
توقفت بسمة عند الباب تلتف برأسها للسيدة سعاد
 هو من أمتي البيه مش متعصب ومبيخرجش غضبه فيا
طالعتها السيدة سعاد تلطم كفيها ببعضهما.. تنظر إليها وهي تدلف لداخل
 

تم نسخ الرابط