محيطي بقلم روان خالد

موقع أيام نيوز

خرجوني من القصة دي جواز من رجل الجليد ده مش عايزاه.
كلمتين تلاتة خرجوا مني بأنسيابية بس سببتلهم احباط ويأس
وكأن كل محاولاتهم لزواجي بيه فشلت كأني آخر أمل ليه..وفي الحقيقة إني الأمل الوحيد اللي متشبثين فيه ومتأكدين إني مفتاح القفل.
محاطة ب مجانين عايزين يرموني للتهلكة ويقفوا مستنين إني اطلع منها ماسكة جمر في ايدي وفي الحقيقة إني لو دخلت اللعبة دي هخرج بجمر ېحرق..بس ېحرق قلبي أنا.

_قلبي عزيز لا يأخذه إلا عزيز.
جملة هفضل مقتنعة بيها ويمكن هي سبب إني أفضل من غير ارتباط لمدة اربعة وعشرين سنة بس انا مبسوطة لأن عزيزي لسه مجاش.
دخل الاوضة فجأة فلبست حجابي بسرعة ولعبت في الموبايل متجاهله وجوده زي ماهو عامل بالظبط بس الفرق بينا إن دي طبيعته..التجاهل.
أنا نازل.
بروده في حركته..كلماته..افعاله.. بتأكدلي إني الشخص الغلط اللي هما عايزين يحطوني قصاده مش هقدر أكون معاه في مكان واحد أخاف بروده ينعكس على ازدهاري..انطفي!
زيه.
فكري يا نور واحنا هنساعدك.
المرة دي كانت اللي بتتكلم اخته نبرتها مليانة رجاء إني احاول ارجعه من تاني من غير خدوش بس الكسر عمره ما بيتصلح ودي حاجة لازم يفهومها.
اتنهدت بيأس من محاولتهم لأستمالتي وبصيت ل عمتو بادلتني بأمل.
هفكر.
كلمة بسيطة خلتهم يجروا يوني زي الأطفال..شباب انتو بتعملوا إيه أنا بقول لسه هفكر ضړبت كف بكف ورجعت بيتي بهدوء سلمت على ماما وسألتها على بابا وكالعادة الراجل في شغله دايما.
مش هتغدى هستنى بابا ناكل سوا.
قولتلها بعد ما غيرت وهي رجعت اوضتها كملت طريقي لأوضة منعزلة في البيت وقد كانت اوضتي المفضلة فتحتها بهدوء عكس الضباب اللي بيلف حواليا شوفت الألوان عيني لمعت من جديد كأن فقداني لنفسي بيتلاشى لما بدخل مرسمي.
ابتسمت ومسكت فرشة الالوان وبدأت في لوحة جديدة وكل اللي في دماغي اللاشيء اتنهدت ورفعت شعري وبدأت ارسم بلا شعور..
متمنية من جوايا إن كل اللي بمر بيه يعدي والضغط يزول اعيش حياة طبيعية زي باقي البنات ولكن مش دايما كل اللي بنعوزه بنلاقيه.
غمضت عيني بعد ما خلصت الرسمة وكعادة بعملها لما بتشتت بفتح عيني ببطئ اشوف ايدي رسمت إيه وهل ألواني نقشت كل ما جال بخاطري هل افكاري اتبعثرت على ورق ايدي خطت بهجة الوان!
شهقه خفيفة طلعت مني بعد ما بصيت للرسمة پصدمة وكأن حد غيري هو اللي راسمها وبيعرضها قصادي انا كنت عايزه افرغ افكاري من ضغط موضوعه إزاي رسمت كده.
بصيت لل لوحة تاني ولإيدي اللي خانتني المفروض أخط بهجة جميلة تثنيني عن التعب بس ايدي خطت لأشياء محرم عليا رسمها.
زي عينه!
اتمعنت في اللوحة بدهشة واستغراب إزاي رسمت عينيه بكل دقة كده وانا اللي عمري ما ركزت معاه اكثر من ثلاث ثواني 
خرجت من الاوضة بسرعة وقلبي بيدق بخفة مسكت مذكراتي وكتبت وصف للرسمة..
كانت عيناه تشبه المحيط الهادئ وكأنه ينتمي له دون أن يعلم هذا بينما الجميع يجهل حقيقة أنه منتمي للمحيط كنت أنا من ڠرقت في تلك الدوامة...دوامة المحيط الهادئ.
نور بابا جيه يلا علشان ناكل.
نداء ماما فوقني من اللي بيحصل سبت القلم وخرجت ابتسمت لبابا ته ويمكن ده ال اللي كنت محتاجاه في الوقت ده خصوصا إني فعليا أخدت القرار.
وحشتني أوي.
همس على مسامع ماما اللي كانت بتبصلنا بغيظ.
ماما هتطردنا.
ضحكت ودي كانت حقيقة بعدت عنه وطلعتلها لساني بأستفزاز مصطنع لسه مكملتش وحسيت إني متشاله من على الارض ابتسامتي زادت واتذمرت.
مراد حرام عليك خضتني.
ونزلني على الأرض بعد ما ضړب راسي سخر.
مش ناوية تتخني شوية مين هيتجوزك وانت زي العيال
قلبت عيني بلامبالاة لأنه بيحب يغيظني بالجيم والعضلات بتوعه اكمنه قمور ف يعمل اللي هو عايزه يعني آه يعمل اللي هو عايزه انا ليا كام مراد.
ملكش دعوة أنا وقرة عيني المستقبليين مبسوطين ب وزني.
ضحكوا وبصوا لبعض وانا سبتهم وروحت ل حب حياتي الحقيقي ألا وهي الفراخ المشوية إيه فهمهم هما بس في الوزن المثالي
وايه المشكلة لما أكون رفيعة طالما عاجبني يبقى خلاص.
مال على ودني.
في كلام كتير في عينك.
ابتسمت جوايا لأنه الوحيد اللي بياخد باله من أي حاجة تخصني ونفيت علشان مزعجوش كفاية اللي هو فيه شغله متعب مش هزيد عليه.
دخلت نمت بعد ما باس دماغي وللحقيقة دي أحلى
حاجة في حياتي وجود مراد احيانا بحسد مراته المستقبلية وشايفة أنها كتير عليه من حنينه اللامتناهيه اتمنى تيجي واحدة تقدر قلبه!
تاني يوم خلصت تمريني وعديت على عمتو رفعت ايدي علشان ارن الجرس لكن سبقني حد بفتح الباب بصيت للشخص واتكتمت انفاسي في ثواني..
إيه يانور.
كانت طريقته في السلام دايما كده ميقدرش يقول ازيك حتى زي الناس الطبيعية سخرت من راجل الجليد اللي قدامي واللي المفروض أنا اللي هخليه يذوب وخرجني من شرودي لما اداني مفتاح البيت علشان ادخله متعجرف.
قابلتني عمتو ومريم بالأحضان وابتسمتلها بتوتر.
موافقة.
بصولي بعدم تصديق ووني للمرة التانية فجأة حاولت اخد نفسي من الخنقة دي وسمعت حماسهم عن الجاي دخل الاوضة أخوه بتساؤل.
في إيه ابعدو عن البنت هتفطسوها كده.
ضحكت بعد استنجادي ب يونس اخيرا وكان عكس اخوه تماما شاب بيحب الضحك والهزار مرح بمعنى اصح مقبل على الحياة شخصيته ممتعة..عكس رجل الجليد.
أصلك متعرفش يا يونس نور قبلت تتجوز آ...
مكملتش مريم جملتها وكان هو جوا الاوضة بصينا لبعض بتوتر ويونس بصلنا بأستفهام وكمل.
نور هتتجوز مين
كان داخل ياخد حاجة من الدرج بس التف لينا فجأة على أثر كلمات مريم ورفع حاجبه بأستفهام.
كده فجأة
لأول مرة يسألني أو يوجهلي كلام خاص عني ولوهله حسيت اني عايزه امشي واسيبهم واتراجع عن الفكرة كلها أنا مش قده..ايدي بدأت تعرق ونظراتي بتتوزع بينهم يمكن حد فيهم ينقذني زي ما دخلني في الدوامة دي.
آه..ابدا ده قصدهم إني قررت اجوز ابطال رواياتي اخيرا.
رفع كتفه ببرود وسابنا وخرج بصيتلهم بوعيد انكمشوا على نفسهم ويونس مستغرب حالتهم كملت مريم بعد ما سمعت قفل الباب.
نور قررت تساعدنا في تغير آدم من تاني.
صدمة احتلت يونس من فكرة تضحيتها لأجل اخوه البارد كلهم عارفين يعني إيه نور شروطها للراجل اللي عايزاه جدية بكل ما تحمله الكلمة من معنى ومش هينكر أن فكرتهم عجبته لأن نور الوحيدة اللي هتقدر على ده.
بتهزري صح.
نفيت بتوتر.
لأ.
ابتسم فجأة وطبطب على راسها بحنان مماثل لحنان مراد دايما كانت العيلة أقرب الاشخاص ليها ولقلبها وكانت بتحب تضحي لاجلهم.
انت أنسب حد ل آدم.
كانت بتسأل ليه الكل شايفها انسب حد والعيلة كلها كبيرة ومليانة بنات تقدر على آدم اشمعنا هي..وهي اكتر واحده مشعة للحياة عكسه.
انتهت السهره بوصول مامتها اللي قررت تقعد شوية عندهم بعد خناقة بينها وبين جوزها بسببها زفرت نور بيأس لأنهم مش ناويين يعقلوا ولأنها كانت لازم تمشي لبست الحجاب ووقفت ودعتهم ونزلت قابلها نسمات الهواء اللي ردت لروحها الاستقرار من جديد بعد يوم منهك لافكارها اتنفست اخيرا.
آدم.
ندهت عليه فجأة لما اتخطاها يطلع بيته ولعنت نفسها ألف مرة بسبب تجاهله وهي ندهتله بس علشان كانت عايزه تندهله التف ليها وبصلها بنظرات خاوية.
ايوا
زمت شفتها بتحاول تخرج أي كلمة منها أو أي سبب لندائها
تم نسخ الرابط