روايه بقلم هنا سلامه

موقع أيام نيوز


يا وتر .. تخيلي
تعيشي طول عمرك تخدمي في البيت إلي المفروض يكون بيتك تتشحطتي أنت وأمك سنين وتتهانوا من يسرا الزفتة دي .. وفي الآخر أمي تصدمني وتفاجإني إني بنت سليمان باشا .. طب لية لية معشتش عيشة البهوات لو ليوم حتى شهادتي أخدتها بالعافية بعد ما سفيت التراب !! 
لية الدنيا تمرمطني لدرجة إن مفيش أي شاب يعجب بيا ولا يحبني حتى .. 

لية دايما أحس بالنقص وسط الناس 
لية لما أشوف أمي بلبس الشغل المبهدل والإيشارب إلي ريحته شقى وتعب .. أتكسف منها وسط زمايلي 
لية أروح المستشفى ساعات كتير ريحتي فنيك وكلور وإريل !! 
لية أمسح وأكنس وأتهان !! 
لية القصر دة يكون من حقي لكن عمري ما شوفت فيه غير ظلم وإفترى !! 
أمي كانت ست ضعيفة .. ذنبي إية أكون زيها
أمي إتجوزت وسليمان كان بيحبها بس مكانش بيشوفها قد المقام وكان خاېف من يسرا ف خباها ومأعلنش جوازهم ولا أعلن إني بنته !! 
لية أنا أتكتب بإسم جدي في شهادة الميلاد طول السنين دي وأنا معرفش 
لية الحياة مش عادلة يا وتر جاوبيني !! 
وتر حست إنها قلبها إتهز وروحها بتتقطع من صوت سميحة ودموعها .. ف قالت وتر وهي بتحاول تتماسك لكن روحها پتنزف دموع وبكا محدش يقدر يحس بيه غيرها إهدي يا سميحة .. أنت أحسن من غيرك بكتير يا حبيبتي .. أنا مثلا معرفش أبويا وأمي مين .. معرفش أنا بنت مين ولا إتولدت فين حتى .. حتى الناس إلي إتكفلوا بيا مش بيحبوني .. رغم ذلك ربنا سخر لي دادة نعيمة تكون جمبي .. خلاني أكون كويسة في العزف والملاكمة .. 
ربنا شايل لنا نصيب من كل حاجة .. بس كل حاجة بتيجي واحدة واحدة 
سميحة بفقدان أمل وهي بټعيط أكتر لية واحدة زي شجن يكون ليها كل دة فلوس وڤيلا وعيشة ملوك وطول عمرها عاملة فيها الكونتيسة .. وإحنا ولا حاجة جمبها .. لية هي إلي تاخد الراجل الوحيد إلي حبيتيه ! 
وتر بلعت ريقها بتوتر وبربتشت وقالت الكلام دة كان هبل مني .. أنا عمري ما حبيت ولو حبيت ف أنا محبتش فخر .. كان مجرد إعجاب بس .. ولما خطب شجن بلعت ريقها تاني وهي حاسة إن قلبها بيتنفض من الدق بس لما سمعت إسمه وجت سيرته شيلته من دماغي نهائي 
سميحة ضحكت من وسط دموعها وزقت وتر في دراعاها وقالت يا بت ! على حبيبتك الكلام دة .. 
أومال حاولتي ټنتحري لية لما إتجوزتوا 
وتر بتنهيدة حارة عشان .. عشان 
قاطعتها سميحة بثقة عشان حسيتي إنك عاجزة !! متكتفة ! الراجل إلي بتحبيه جوزك بس هو جوا قلبه واحدة تانية .. وللآسف كمان تكون أختك .. حسيتي إنك مضطربة سعيدة إنك معاه ونفسك ټصرخي وتقوليله بحبك يا فخر .. وفي نفس الوقت خاېفة على أختك وحاسة إنك خاېنة ليها لإنك إتجوزتي حبيبها ..
وفي نفس الوقت حسيتي إن فخر متعلق بيها لسة ومش قادر ينساها .. ف حسيتي إنك بتدمري .. 
وتر بصت لها پصدمة وقالت بإعتراض لا طبعا ! روحي نامي يا سميحة وبطلي الكلام دة بقى 
سميحة بضحك تمام تمام .. كبستك يعني .. يلا تصبحي على خير 
طلعت سميحة ف قعدت وتر ومطت شفايفها بتفكير وبراءة وقالت وهي بتبربش يعني يا فخر تعمل فيا أنا كل دة
..... هنا_سلامه.
أخد فخر شاور دافي وطلع من الحمام وهو لابس البورنص وبينشف شعره .. 
ساب الفوطة على السرير ونزل المطبخ وعمل فنجان قهوة وفضل واقف قدامها بيقلبها وهو بيقول لنفسه بخفوت كان لازم يعني أقولها إني عاوزها تروح معايا .. في الآخر الهانم رفضت أصلا وكان شكلي كوتشي 
طفى على القهوة وهو بيشمها ومبتسم وصبها في الفنجان وأخد فونه وطلع على أوضته من تاني
قعد على السرير ومسك موبايله لقى رسالة من وتر ف إبتسم وبعدين كشړ لما إفتكر إنها مرضتش تروح معاه ف مسك فنجان القهوة بتاعه ومسك فونه وفتح الرسالة
وتر
فخر نمت ولا لسة 
كتب بتنهيدة وهو رافع حاجبه
هو الهانم مش مرضتش تروح معايا ! يخصك في إية بقى نومي يا وتر 
أما عن وتر جالها إشعار برسالة من فخر ف مسكت الموبايل وقرأتها بصوته .. ف كتبت وهي بتاكل في ضافرها
وتر 
أنا عارفة إن المفروض كنت أروح معاك بس سميحة ونعيمة محتاجيني أوي خصوصا إننا في أيام صعبة عليهم .. بالذات سميحة هي متوترة وأعصابها بايظة يا فخر .. 
دة غير إن وجودي جمبك مش هيفرق أة إحنا في ظروف مش كويسة بالنسبة لك وبالنسبة لي .. بس أنت معاك باباك .. 
وبعدين يا فخر أنت مش بتحبني ولا بتطيقني وأنا .. 
حركت عيونها بتوتر وبعدين كتبت وهي بتاخد نفس عميق 
وأنا كذلك .. ف أكيد وجودي جمبك ممكن يضايقك أو يقفلك يا فخر ... وبعدين أنا في الأول وفي الآخر
برده أكون 
هنا حست إن قلبها بيدق بطريقة مش طبيعية .. وحاسة إنها بتوجع في نفسها وروحها ... ومع كل حرف بتدوسه حست إنها بتدوس على فؤادها إلي بيعشق فخر 
أنا أكون أخت شجن .. بلعت ريقها وهي بتحاول تسيطر على دموعها وكتبت پقهرة 
إلي في الأول وفي الآخر كانت حبيبتك إلي خانتك .. عشان كدة إحنا نهاية حكايتنا دي معروفة .. كل واحد فينا هيروح لحاله بعد ما نطلق .. 
بعتت الرسالة أما عن فخر ف كان طول فترة كتابة الرسالة مش قاعد على بعضه وعاوز يعرف هي كتبت إية .. 
لحد ما جاله إشعار ف فتح الرسالة بلهفة وإبتسامة وهو متخيلها مبتسمة وهي بتكتب له .. لكن إبتسامته إخټفت تدريجيا وهو بيقرأ الرسالة وكشر وملامحه كانت بتتأزم أكتر مع كل كلمة هو بيقرأها منها !! 
ف كتب بغيظ منها وهو حاسس بإعصار جواه وساب فنجان القهوة بتاعه جمبه
فخر 
أنت بتتكلمي بجد فاكرة إني مش بطيقك بجد !! وتر أنا سري معاك .. أنا ضعفت وعيطت قصادك .. وتر أنت الوحيدة إلي كنت جمبي في حزني إلي فات .. 
لو فاكرة إن وجودك جمبي ملوش معنى وبيأذيني
إتنهد بحرارة وكتب بثقة 
بالعكس .. أنت الشخص الوحيد إلي قادر يخرجني من همي وحزني ... 
أخد نفس عميق وكمل كتابة وهو حاسس إن مشاعره كلها متلغبطة 
أنا عمري ما فكرت في نهاية علاقتنا دي .. وتر أنا إتجوزتك في البداية بدون علمي ولتاني مرة عشان الڤضيحة .. 
وأنت في الحالتين عشان تحمينا من الفضايح وكلام الناس .. 
بس يمكن تجمعنا دة بترتيب من القدر .. يمكن في أسباب تانية لوجودي معاك 
أنا بفكر كل يوم لية إحنا لية أنا ولية أنت 
يمكن كل دة حصل عشان يشيل فكرة إني شخص متكبر من دماغك .. ويشيل نفورك مني وكرهك ليا من قلبك ! 
أنا حاسس إن في سبب أكبر مني ومنك عشان نتجمع .. 
وتر .. 
إتنهد بحرارة وكتب 
حتى لو نهاية علاقتنا الطلاق .. صدقيني هنفضل صحاب كويسين رغم إني مش بتعرف بفكرة ولد وبنت صحاب دي .. 
بس أنت أكتر حد أنا برتاح معاه ومش مستعد أخسرك
 

تم نسخ الرابط