عندما فقدت عذر.يتى

موقع أيام نيوز

دموعها : " منى هي اللي اعترفتلي بده قبل متنتحر ..." " انتحرت ليه ..؟!" " مقدرتش تعيش فعذاب الضمير ، اصلها عملت اللي عملته مقابل فلوس دفعها ماجد ليها عشان تعالج أختها الصغيرة .." توقفت زينة عن الحديث للحظات محاولة أن تأخذ أنفاسها قبل أن تكمل بصوت شجي :

" انا سامحتها بعد ما ما-تت ، مقدرتش مسامحهاش رغم كل اللي عملته فيا .."

ثم نظرت الى زياد الصامت وسألته بخفوت : " زياد انت مصدقني صح ..؟! قول إنك مصدقني .. انا والله مش بكدب .." نظر إليها زياد بطريقة غريبة ثم ما لبث أن قال بلهجة جامدة بثت الرعب داخلها : " أساميهم ايه ..؟!" ابتلعت ريقها وأجابته بوهن : " ماجد حافظ عبد الرحيم

، الاتنين الباقيين اعرف أساميهم بس مصطفى وعبد الرحمن ..." نهض من مكانه واتجه خارج الجناح تاركا إياها تتابع أثره بحيرة قبل أن تنهار باكية من جديد دلف زياد الى غرفته وهو يكاد ينفجر من شدة الألم والغضب ... فتح أول ثلاثة أزرار من قميصه وأخذ نفسا عميقا لعدة مرات ... لم يمنع نفسه من أن يأخذ القدح الموضوع على الطاولة ويرميه على الأرض

ليتحطم الى عدة اجزاء .. لا يعرف لماذا شعر بنفسه يتحطم مثل هذا القدح ..؟! أخرج هاتفه من جيبه وأجرى اتصالا سريعا بمنتصر الذي أجابه بدهشة : " واخيرا اتصلت بيا ، انت مش ناوي ترجع بيتكم ..؟!" " حافظ عبد الرحيم .. تعرف حد بالإسم ده ...؟!" أجابه منتصر بعد تفكير استمر لعدة لحظات : " ايوه تقريبا ده رجل اعمال مهم ...

" " طب اعرفلي اذا كان عنده ولد اسمه ماجد وجبلي كل التفاصيل اللي تخصه .." " طيب بس هو عمل ايه ..؟!" أجابه زياد بحسم : " مش مهم تعرف المهم تجيبلي التفاصيل عنه لو طلع هو نفسه .." الفصل التاسع جلس على سريره بعدما أنهى اتصاله بمنتصر يعتصر قبضتي يديه بقوة حتى برزت عروقه فيهما يحاول أن يسيطر على غضبه والنيران المندلعة

داخل صدره بلا فائدة .. نهض من مكانه وهو ما زال يعتصر قبضتي يديه بنفس القوة ، أخذ يسير داخل الغرفة كطير ذبيح لا يعرف ماذا يجب أن يفعل .. ارتسمت صورة زينة وهي تغتصب أمامه .. صورة علي وهو يم-وت قهرا .. لم يشعر بنفسه إلا وهو يلكم الحائط بيديه عدة مرات ويص-رخ قهرا بينما الدماء أخذت تتطافر من يديه .. توقف عما يفعله أخيرا ليستند على

الحائط وهو يلهث بعنف .. ظل على هذه الحال حتى استرد أنفاسه الطبيعية ليجلس على الكرسي الموضوع جانبا بوهن وفي تلك اللحظة أقسم في داخله أن يسترد

حقها وحق أخيه مهما بلغ الثمن ...في صباح اليوم التالي .. استيقظ زياد من نومه متأخرا قليلا فهو لم يستطع النوم حتى ساعات الفجر الأولى .. نهض من مكانه

واتجه نحو الحمام ليأخذ حماما سريعا قبل أن يخرج وهو يلف المنشفة حول خصره .. حمل هاتفه من فوق المنضدة الموضوعة بجانب السرير وأجرى إتصالًا سريعا بمنتصر يذكره بما طلبه منه ليلة البارحة ليخبره منتصر أنه سيتأكد من جميع المعلومات

التي تخص هذا الرجل اليوم .. اغلق الهاتف مع منتصر وغير ملابسه مرتديا ملابس الخروج ثم صفف شعره ووضع عطره وخرج من الغرفة ليتسمر في مكانه

وهو ينظر الى باب جناح زينة المغلق شاعرا بالتردد في الدخول إليها من عدمه .. كانت هناك رغبه قوية في داخله بأن يراها ويتحدث معها وبالفعل قام بتلبية رغبته تلك وطرق على باب الجناح بيديه لتفتح له زينة الباب بعد لحظات وهي ترتدي نفس البيجامة ،

وجهها أحمر وعيناها منتفختان من شدة البكاء .. لقد قضت الليل بطوله تبكي وتنتحب وقد عادت الذكريات السوداء إليها من جديد .. تأملها زياد بألم عميق وقد أدرك في تلك اللحظة أنه يحبها وبشدة .. لقد ظن أن مشاعره نحوها لا تتعدى الإعجاب وأنه لا يحبها .. ظل يقنع نفسه طوال الوقت بهذا خاصة بعدما ارتبطت بأخيه .. أفاق من أفكاره على صوتها تناديه برقتها المعهودة : " زياد .." لم يشعر بنفسه إلا وهو يدفعها الى الداخل ويدلف خلفها غالقا الباب خلفه متسائلا بنبرة قلقة : " انتي كويسة ..؟!" هزت رأسها نفيا وقد عادت الدموع تطفر من عينيها ليتمنى

في داخله أن يحتضنها ويخفف عنها .. سيطر عليه في تلك اللحظة الشعور بالعجز .. العجز من مواساتها وتخفيف عذابها ... " متعيطيش يا زينة .." قالها برجاء خالص لتحاول زينة كتم شهقاتها وهي تجيبه : " مش هعيط .." لعن نفسه لأنه إتهمها يوما بالخي،ـانة والخطيئة ،

كيف صدق أن ملاك مثلها قد يخطأ بهذا الشكل ، إنها بريئة للغاية .. بريئة بشكل يعجز عن تفسيره .. حتى ملامحها تنطق

تم نسخ الرابط