عندما فقدت عذر.يتى

موقع أيام نيوز

وتخسري طيبتك بسببه .. لو هما أذوكي بجد سيبيهم لربنا وربنا أكيد هياخد حقك ، لكن بلاش أرجوك تفكري تنتقمي منهم او تفكري حتى فده ..." حل الصمت المطبق بينهما لتردف نور : " بلاش تضيعي نفسك يا زينة ، الحقي نفسك يا زينة وبلاش تخسريها ...

" " تمام يا نور .. " قالتها زينة بنبرة تائهة قبل أن تغلق الهاتف مع نور وهي تفكر في كلامها .. لحظات قليلة وسمعت صوت باب الشقة يفتح يتبعه دخول زياد الى داخل الشقة متقدما نحوها هاتفا بإبتسامة غريبة : " فيه مفاجئة عشانك .." لمعت عيناها وهي تنهض من مكانها وتتقدم نحوه

متسائلة بلهفة: " مفاجئة ايه ..؟!" وما إن أنهت كلامها حتى فُتح الباب مرة أخرى ودلفت والدتها ومعها أختها مريم الى داخل الشقة ... الفصل العشرون ..

وقف زياد بجانب الكرسي الذي تجلس عليه زينة يتأملها وهي تحتضن مريم وتقبلها بحب بينما والدتها تجلس أمامها تتأملها بعينين باكيتين .. ابتسم زياد براحة وهو يفكر أنه فعل ما هو صحيح .. صحيح أنه استخدم نفوذه وسلطته لأول مرة في شيء كهذا لكن لا بأس ،

أحيانا الحياة تستحق أن نستخدم أساليب مختلفة لتحقيق جزءا من العدل المنتظر ... تنحنح زياد قائلا بجدية : " انا هروح اقابل منتصر يا زينة ، لو احتجتي حاجة كلميني .."

أومأت برأسها وهي تبتسم بإمتنان ليخرج زياد من الشقة فتتحدث الأم بسرعة ولهفة : " عامل معاكي ايه ..؟! بيعاملك كويس ...؟!" أومأت زينة برأسه وقالت تطمئن والدتها :

" جدا ، متقلقيش عليا طول منا معاه .." ربنا الام على يدها بدعم بينما سألتها زينة : " بابا عامل معاكو ايه ..؟!" صمتت الأم وقد ظهر الحزن جليا على ملامح وجهها لتردف زينة بقلق : " مالك يا ماما ..؟! سكتي ليه ..؟!" تنهدت الأم وهي تجيبها بتعب : " مبقتش عارفة أتصرف معاه ازاي ، كل يوم زعيق ومشاكل مبتخلصش .." " بسببي مش كده ..؟!" سألتها زينة بألم لترد الأم بخفوت : "

بسبب حاجات كتير ، وانا تعبت يا زينة .. تعبت ومبقتش عندي طاقة خلاص ..." أخفضت زينة بصرها بحرج بينما قالت الأم بمواساة : " انتي ملكيش ذنب يا زينة ، اللي حصل غصبا عنك .." غمغمت زينة بجدية : " لو مكنتش اتجوزت علي مكانش ده كله حصل ..

" " اللي حصل ده مكتوب من عند ربنا ، متحمليش نفسك فوق طاقتها .." ابتسمت زينة بتصنع وهي

تحاول إخبار والدتها أنها بخير بينما أكملت الأم بجدية : " خليكي دايما قوية ، ربنا بعتلك زياد كتعويض ليكي ، اتمسكي بيه وبلاش تخسريه .." أومأت زينة برأسها وهي تبتسم رغم الدموع التي ترقرقت داخل عينيها بينما احتضنتها الأم وهي تهمس لها داعمة بقوة ...

عاد زياد مساءا الى الشقة بعدما أوصل والدة زينة وأختها الى منزلهما .. وجد زينة ما زالت في انتظاره رغم تأخر الوقت حيث نهضت من مكانها ما إن دلف الى داخل الشقة لتهتف بجدية : " ممكن نتكلم شوية .." اومأ برأسه وهو يقترب منها متسائلا بنبرة رخيمة: " خير ..؟!

" تحدثت زينة بجدية : " انت بجد هددت بابا عشان يخليك تاخد ماما ومريم معاك .." زفر زياد نفسا قويا ثم قال : " انا حاولت معاه بالحسنى انوا يسيبهم يجوا معايا ولما رفض هددتوا ..

" " ليه يا زياد ..؟! ليه عملت كده ..؟!" سألته بنبرة ضعيفة ليرد بهدوء جلي : " كان لازم اعمل كده ، مكانش ينفع تفضلي محرومة منهم ..

" صمتت ولم ترد ليقترب منها ويهتف بجدية : " اللي حصل ده عشانك ، انتي لازم تدافعي عن حقك يا زينة ، إنتي مأجرمتيش ، اللي حصل غصب عنك .." ردت بنبرة خافتة : " بس الناس مش هتفهم كده ولا هيراعو ده .." حاول إقناعها بوجهة نظره فقال بنبرة قوية :

" زينة مش كل الناس سيئة .. ولا كل الناس هيحكموا عليكي بالظلم .." " اذا كان علي حكم عليا بالظلم ورفض يسمعني .. هتوقع ايه من باقي الناس .." قالتها بوجع ما زال يسيطر عليها ليرد بحيادية : " بردوا مش كل الناس هيظنوا السوء فيكي .." " يعني لو كنت مكان علي ، كنت صدقتني .." سؤالها جاء مفاجئا لكنه رد بسرعة وتأكيد : " اكيد يا زينة ، انا عمري مكنت هشك فيكي .." " بس انت شكيت انوا الطفل مش ابن علي ..

؟!" قالتها بنبرة معاتبة ليقول بجدية : " ساعتها كنت متعصب منك وعايز أعاقبك بأي شكل ، حطي نفسك مكاني هتعملي كده وأكتر .." أومأت برأسها متفهمة فهو معه الحق في كل ما فعله .. لولاها ما كان ليخسر أخيه الوحيد ويظل طوال حياته يعاني بسببها ...ليتها لم تفعل ما فعلته .. ليتها فقط ..

تم نسخ الرابط