عندما فقدت عذر.يتى

موقع أيام نيوز

بالبراءة والعفوية والطفولية .. " تعالي اقعدي هنا .." قالها زياد وهو يجذبها من ذراعها ويجلسها على الكنبة ثم جلس بجانبها وقال بلهجة وديعة : " ممكن تهدي ..؟!"

أومأت برأسها وهي تمسح وجهها بباطن كفيها ليهتف زياد بصوت هادئ : " أوعدك يا زينة إنوا اللي عرفته ده مش هيعدي بالساهل وإني هجيب حقك منهم ..

" نظرت إليه من تحت أهدابها وسألته بحيرة وإضطراب : " هتعمل ايه ..؟!" أجابها بشرود : " هتعرفي بعدين ، بس ألاقيهم الأول .." عارضته بسرعة وخوف

: " لا يا زياد ، ماجد واحد واصل بلاش تورط نفسك معاه .." نظر إليها بعدم تصديق وقال بغضب لم يستطع السيطرة عليه : " انتي بتقولي ايه ..؟! عايزاني اسيبه ..؟!

انتي عارفة كل اللي حصل معاكي حصل ليه ..؟! حصل بسبب خوفك وسلبيتك وهبلك .." تراجعت الى الخلف بعينين متسعتين محاولة إستيعاب ما تفوه زياد به بينما استعاد زياد وعيه أخيرا وأفاق من نوبة الغضب التي سيطرت عليه ليهتف بسرعة متأسفا :

" زينة ، انا اسف .." ابتلعت زينة ريقها وقالت بملامح شاحبة : " متعتذرش يا زياد ، انت معاك حق .. كل اللي حصل بسبب سلبيتي وهبلي .." هز رأسه نفيا وقال بتوسل :

" متقوليش كده ارجوكي ، انا اتسرعت وقلت كده .. انتي مكانش قدامك حل تاني ، كان لازم تخبي عشان تعيشي ..." نظرت إليه بملامح متعبة .. متعبة من كل ما مرت

وما زالت تمر به قبل أن تهتف أخيرا بنبرة مرهقة : " انا تعبت ونفسي ارتاح .." " هترتاحي ، أوعدك بده .." نظرت له بصمت بينما نهض هو من مكانه وأخبرها

أنه سيذهب الى شركته تاركا إياها تتابعه وصوت كلماته يتردد داخل اذنها " هترتاحي ..." دلف زياد الى شركته واتجه نحو مكتبه ليخبر السكرتيره وهو يمر من أمامها :

" خلي منتصر يجيني حالا .." دلف الى داخل مكتبه ليتفاجئ برنا تنتظره هناك .. " رنا ، انتي بتعملي ايه هنا ..؟!" سألها مصدوما من وجودها في مكتبه بينما نهضت هي من مكانها واقتربت منه تعاتبه بحزن : " كده بردوا .. هو ده إستقبالك ليا يا زياد...

" ربت زياد على كتفها واعتذر منها مبررا موقفه : " انا اسف يا رنا .. انا بس تفاجئت من وجودك .." قالت رنا مفسرة سبب مجيئها : " انا جيت عشان اتكلم معاك ... محتاجة اتكلم معاك ضروري .." أشار لها زياد طالبا منها أن تجلس

على الكرسي ليجلس هو أمامها ويسألها بقلق : " احكي يا رنا .. فيه ايه ..؟!" أجابته بتوتر : " مش ناوي ترجع البيت يا زياد ..؟! ولا انت خلاص صدقت إنك هتتجوز زينة وتحميها ..؟!

" نظر إليها زياد وقال بنبرة قوية حازمة : " زينة مسؤوليتي يا رنا سواء رضيتوا بده أو لا ، هي غلطت صحيح بس ده مش معناه إني أسيبها كده .. لازم أوقف جمبها وأساعدها وأحميها .." "

غلطت ..!! هي غلطت غلطة عادية مثلا ..؟! دي قت-لت أخوك .." أشاح زياد وجهه بعيدا عنها لتهتف بعدم تصديق : " هي عملتلك ايه عشان تدافع عنها وتحميها بالشكل ده ..؟!

نفسي افهم ضحكت عليك ازاي ..؟!" " كفاية يا رنا ، زينة ملهاش دعوة بكل ده .. هي عمرها مطلبت مني أفضل جمبها أو أحميها .." قالها زياد بعصبية واضحة لتردف رنا بسخرية

: " لا واضح إنها قدرت تخدعك وتمثل دور البراءة عليك زي ما عملت مع علي قبل كده .." زفر زياد أنفاسه بقوة وقال بضيق : " قلتلك كفاية يا رنا .. كفاية .." نهضت رنا من مكانها وقالت بنبرة متأسفة : " للاسف مكنتش منتظرة منك ده ..

انا اصلا جيت عشان أقولك انوا ماما تعبانه وعايزاك ترجع البيت تاني .." ثم أكملت بسخرية مريرة: " ماما مش قادرة تستحمل بعد ابنها اللي فاضلها من الدنيا ..."

تطلع إليه بعجز بينما خرجت هي من الغرفة بعدما رمته بنظرات مزدرءة ليدخل في نفس اللحظة منتصر وهو يقول متسائلا بدهشة : " هي رنا كانت بتعمل ايه هنا ..؟!

" أجابه زياد بتهكم : " كانت جاية تقطمني .." تطلع إليه منتصر بحيرة بينما أكمل زياد بجدية محاولا أن ينسى كلام رنا : " ها عملت ايه ..؟! جبتلي المعلومات اللي تخصه ..؟!"

أومأ منتصر برأسه وهو يجلس امامه هاتفا بجدية : " طلع هو نفسه اللي قلتلك عليه ، عنده ولد وحيد اسمه ماجد .. " " جبت معلومات عن الولد ..؟!" أومأ برأسه وقال

: " ايوه كل المعلومات بتقول إنه ولد محترم جدا وخلوق .. بيشتغل فشركة والده .. حتى والده نفسه رجل محترم وشريف ..." " انت متأكد من الكلام ده ..؟!"

سأله زياد مصدوما لما يسمعه ليرد منتصر بجدية : " ايوه متأكد طبعا ..." شرد زياد في كلام منتصر وأخذ يقارنه مع كلام زينة ليجده على النقيض تماما

.. الفصل العاشر أمام إحدى أهم شركات الإستيراد والتصدير في البلاد أوقف هو سيارته معطيا مفاتيحها الى الحارس الخاص بالشركة ثم اتجه بخطوات عملية الى داخل الشركة ..

وصل الى مكتبه الذي يقع في الطابق الخامس ليجدها جالسة على مكتبها تعمل على حاسوبها الشخصي بتركيز شديد .. تأملها مليا بنظرات عاشقة وهي

تم نسخ الرابط