عندما فقدت عذر.يتى

موقع أيام نيوز

شاردة في عملها غير منتبهة لكل ما يدور حولها .. أفاق من شروده أخيرا ليستوعب ما يفعله فتنحنح مصدرا صوتا وهو يلج الى الداخل ملقيا تحية عملية عليها :

" صباح الخير .." نهضت هي من مكانها على الفور و أجابته بنفس العملية : " صباح النور يا فندم .." تحرك الى داخل مكتبه ضاغطا على أعصابه بقوة كي لا يستدير نحوها

وينظر إليها بينما عدلت هي حجابها وجلست مرة اخرى على مكتبها .. بعد لحظات قليلة وجدته يطلب منها أن تدخل إليه فسارت نحو المكتب وولجت الى الداخل قائلة : " نعم با فندم ..؟!

" " جهزتي الملفات اللي تخص الصفقة الجديدة ..؟!" أومأت برأسها وهي تجيبه بتأكيد : " ايوه يا فندم وراجعتها .. " كويس ، تقدري تروحي تشوفي شغلك .." خرجت هي من مكتبها ليدلف بعد لحظات صديقه وأحد الموظفين في شركته هاتفا بنبرة مرحة :

" صباح الخير يا بوس .." " صباح النور ..." " أخبارك ايه..؟!" " كويس .." تطلع صديقه إليه وشعر بأنه ليس بخير فسأله بقلق : " مالك يا ماجد ..؟! شكلك مش مرتاح ..

" تنهد ماجد وقال بجدية : " تعبان شوية يا مؤمل .." " تعبان ليه ..؟!" سأله مؤمل بحيرة ليرد ماجد بجدية : " موضوع ريم من جهة ، وضغط الشغل .."

" انت لسه مصر على موضوع ريم ..؟!" قال ماجد بسرعة وإصرار : " طبعا مصر ، انا بحب ريم وهتجوزها .." نظر إليه مؤمل بعدم إقتناع لكنه لم يشأ أن يزعجه بحديثه حول هذا الموضوع بينما شرد ماجد في مشكلته التي لا يوجد لها حل ..

عاد زياد الى الفندق مساءا بعد يوم طويل قضاه في العمل .. دلف الى جناحه وألقى بجسده على السرير بتعب قبل أن يخرج هاتفه من جيبه ليجد دينا قد اتصلت به مرات عديدة ..

أغلق الهاتف مرة اخرى ورماه بجانبه على السرير ثم اعتدل في جلسته وأخذ يفكر في حديث منتصر عن ذلك المدعو ماجد ، هل يعقل أن يكون ماجد شخص محترم مثلما أخبره منتصر ..؟! أم إنه يخدع الجميع مدعيا حسن الخلق والإحترام أمامهم ..؟!

أفاق من أفكاره تلك على صوت طرقات على باب جناحه ، اتجه نحو الباب وفتحها ليتفاجئ بزينة أمامه ، فسح لها المجال كي تدخل لتلج الى الداخل بخطوات خجول مترددة ..

التفتت زينة نحوه بعدما أغلق زياد الباب وسار خلفها ، تأملها زياد مليا قبل ان يسألها بحيرة : " فيه حاجة يا زينة ..؟!" أومأت برأسها دون أن ترد فوجد نفسه يسألها بنفاذ صبر :

" فيه ايه ..؟!" أجابته بتردد : " جيت أكلمك عشان موضوع ماجد .." " ماله ..؟!" سألها زياد بسرعة وترقب لترد بجدية : " انت ناوي تعمل ايه معاه ..؟!" أجابها زياد وهو يقترب منها

بخطوات مدروسة : " هعاقبه العقاب اللي يستحقه ، بس انتي بتسألي ليه يا زينة ..؟!" ثم أكمل وهو يميل بوجهه ناحية وجهها : " مهتمة فالموضوع ده كده ليه ..؟!"

شعرت زينة أن هناك شيئا ما وراء سؤاله فقالت : " انت بتكلمني كده ليه ..؟! هو فيه حاجة ..؟!" وجد زياد نفسه يخبرها بصراحة تامة عما سمعه وعرفه عن ماجد :

" انا سألت عن ماجد حافظ عبد الرحمن ، وعرفته ، طلع شاب خلوق محترم ملوش فالمشي البطال.." " كذب ، اكيد ده واحد تاني . ." قالتها زينة بسرعة وهي

تهز رأسها نفيا بعدم تصديق ليردف زياد بقوة : " للأسف مش كدب ، انا إتأكدت إنو هو نفس الشخص من خلال الكلية اللي درس فيها واللي نفسها كليتك ..

" تطلعت زينة إليه بنظرات مضطربة وقالت بنبرة تائهة متحيرة : " ازاي ..؟! الكلام ده كدب .. أمجد عمره مكان محترم او كويس ...أمجد ده اغتص-بني عشان رفضته ..

" ثم أكملت وجسدها يرتجف وعيناها تترجانه أن يصدقها : " والله كدب يا زياد ، متصدقش الكلام ده ، صدقني ارجوك .. بلاش متصدقنيش انت كمان ..." قالت جملتها الأخيرة بوجع وإنهيار ليقترب زياد منها ويحتضنها هاتفا بمؤازرة : " اهدي يا زينة ،

انا مصدقك .." لا تعرف لماذا شعرت زينة بالأمان بين أحضانه .. أمان افتقدته لوقت طويل .. اما زياد فتنحنح بتوتر وهو يفكر بأن هذه الوضعية لا تجوز أن تستمر فأبعدها عنه بحرج وقال :

" انا لازم أشوف ماجد ده .." " انت مصدقني مش كده ..؟!" سألته زينة بعينين دامعتين ليومأ برأسه دون رد فتتنهد زينة بإرتياح وهي تفكر أن الله يحبها لدرجة أنه بعث زياد لها كي ينقذها مما هي عليه بعد مرور اسبوعين خرج زياد من الفندق صباحا متجها الى شركة حافظ

تم نسخ الرابط