عنيكي وطني وعنواني

موقع أيام نيوز

و انا بقى كنت فاقدة الأمل
على سرير المشفى كانت ممدة كچثة هامدة لا تشعر بشئ بعد أن انقذها الرجل الاربعيني وهي على حافة المۏت بقلب منفطر على حال الفتاة الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها الثامنة عشر صاح على والدتها 
انتوا اتجننتوا ياست انتي اقسم بالله انا ممكن ابلغ عنكم دلوقتي واوديكم في داهية انتي واللي عمل فيها كدة 
ردت فوزية الجالسة على أرض الغرفة تبكي وتندب
بلغ واعمل اللي انت عايز تعملوا يادكتور انا خلاص بنتي ضاعت واللي كان كان 
هدر عليها 
بطلي ندب بقى وفوقي البنت محتاجة رعاية احنا وقفنا الڼزيف بصعوبة دلوقتي لكن وربنا لو رجعت تاني ولا عرفت انها اټأذت منكم ما هارحمكم 
ردت مقررة بيأس 
اطمن يادكتور مش هاتسمع عنها حاجة عشان هي خلاص انكتبت شهادة ۏفاتها وابوها مش هايستريح غير لما يخلص عليها 
لا بقى دا انا ابلغ عنه احسن 
قالها وهو يلتف نحو مكتبة يتناول الهاتف فأوقفه صوت همهاماتها خطا ليقترب منها مستفسرا 
عايزة حاجة يافاتن 
همست بضعف 
ابوس إيدك يادكتور ماتبلغ
عن ابويا خليه يريحني بقى والنبي ابويا مش حمل مرار اكتر من كدة ابوس ايدك يادكتور 
حرك رأسه بغير تصديق
يابنتي ماينفعش كلامك ده مامتك بتقول انه مصر على قټلك 
اومأت موافقة
وانا استاهل يادكتور وقابلة وراضية والنبي ماتبلغ عنه خليه يربي
خواتي كفياني بقى أذية ليه انا عايزة استريح بقى وهو اللي هايرحني 
استقام يتنقل بعيناه بينهم بعجز لا يدري ماالعمل مع هذا الوضع الغريب الفتاة مصرة على الاڼتحار بيد والدها والمرأة مستسلمة للأمر وعاجزة عن الدفاع عن ابنتها الصغيرة من بطش ابيها 
فما الحل وكيف له ان يترك هذه الزهرة البريئة لهذا المصير البائس 
احتدت عيناه فجأة وهو يخاطب المرأة 
انا عندي الحل 
والحل كان إيه بالظبط
قطبت بحيرة فجر تسأل عمتها التي تبسمت قائلة براحة
الحل بتاعه ياحبيبتي كان النجدة اللي جات من عند ربنا الدكتور منذر قالي كدة بالمفتشر مدام كدة كدة ابوها يبقى تخرجي من عندي تبلغيه بۏفاتها وسيبي كل حاجة بعد كدة عليا وانا هاتصرف 
سالتها مذهولة 
ودا اتصرف ازاي بقى 
عرف يتصرف بمعرفته وجاب جتة بنية مېتة بقالها شهور في تلاجة المستشفى وماحدش يعرف لها أهل وطبعا في التغسيل والكفن ماحدش حضر معايا ولا حتى ابوها اللي ربنا وحده عالم كانت حالته ازاي ساعتها 
قالت الاخيرة بنبرة حزينة فاأكملت على قولها فجر
ياعيني دا تلاقيه افتكر ان هو السبب في مۏتها 
اردفت فوزية 
مع إن الدكتور منذر كتب في تقرير شهادة الۏفاة انها حمى شديدة لكنه برضوا فضل عايش بعقدة الذنب ناحيتها لحد دلوقتي ياللا بقى ماهو مكانش في حل غير كدة اصله ياحبيبتي كان بين نارين يايجوزها ابن عمها وېتنقم لشرفه حسب اعتقاده 
طب وانتي روحتي فين بعدها يافاتن
اشرق وجهها بابتسامة جميلة تجيب
انا ياستي اخدني على جمعية خيرية هو كان عضو فيها هناك في المحافظة فضلت مستخبية فيها وتحت رعايته بالشهور عرف حكايتي وساعدني بحنيته وطيبة قلبه اني اتخطى الحزن اللي عشش جوايا وارجع انسانة طبيعية بالتدريج امي كانت بتيجي سړقة فيها عشان تشوفني المهم اني فضلت في الجمعية دي لحد اما جه اليوم اللي قالي فيه انه مسافر وراجع على بلده في اسكندرية ساعتها الدنيا دارت بيا وخۏفت قوي لايسيبني وينساني اصلي كنت زي الغريق اللي اتعلق بقشاية وكان هو ألامان بالنسبالي مااتكسفتش منه وانا بنهار قدامه عشان مايسبنيش فكان رده انه طلب يتجوزني عشان يقدر ياخدني معاه ويسافر بيا وانا وافقت واتجوزتوا قعدت تقريبا سنة على زمته وهو مراعي حالتي النفسية من غير ما يلمسني لحد اما روحتلوا بنفسي وطلبت حلالي منه عشت في احلى سنين عمري وربنا رزقني بعدها بكام سنة بعبد الرحمن اللي كمل فرحتي وسعادتي كمان 
رغم ارتياحها بما سمعته من حكايتها ولكنها لم تقدر على كبح سؤالها الفضولي 
بس انتوا قولتوا انه كان في الأربعينات يعني تقريبا ضعف عمرك فرق السن الكبير ده معملش حاجز مابينكم 
هزت رأسها بالنفي قائلة بابتسامة
ابدا يافجر هو كان ذكي ودايما متفهم وضعه معايا دا غير انه خلاني أكمل تعليمي منذر اساسا كان واهب نفسه للعلم طب هاتصدقيني لما اقولك اني كنت اول بخته على فكرة انا جوزي كان دكتور كبير ووصل انه بقى مشارك في مستشفى استمثاري مشهورة هنا في السنتين اللي فاتوا دول امال انا ايه اللي جابني على القاهرة
كان!! لهو راح فين بالظبط
قالتها بتوجس لتفاجأ بتغضن ملامح وجه الاثنتان قبل أن تجيبها بحزن
ماهو للأسف بقى ان عمر السعادة ما بتدوم جوزي من ست اشهر بس يافجر اتوفى بسكتة دماغية 
ارتشعت وزاغت عيناها بينهم وكان وقع الخبر على رأسها كالصاعقة
في شقة قديمة ومتواضعة الاثاث دلفت تجر معها حقيبتها الكبيرة بخطوات مترددة مع خالتها التي كانت تتمختر بخطواتها وعباءتها المنزلية المحكمة على تفاصيل البدين يصدر صوت اساور يدها بصخب وهي ترحب بها
ادخلي ياغالية يابنت
تم نسخ الرابط