عنيكي وطني وعنواني

موقع أيام نيوز

بنطاله وعود صغير من علبة الثقاب اشعل به السېجارة التي وضعها في فمه ينفث دخانها عاليا في الهواء قبل ان يرد
اولا انا اللي في دماغي كتير اوي وصعب على واحدة زيك تفهمه ثانيا بقى وهو الأهم هو اني لازم الاقى امينة عشان اعرف منها هي قالت لهم إيه عايز اعرف الساعة اللي قضتها معاهم حصل فيها إيه بالظبط ماهو انا ماينفعش اسيب كل حاجة للظروف ثم ان ماحدش عارف مش يمكن الاقي طريقة تطلعني من كم المصاېب اللي
عليا دي وارجع فيها لبيتي وحالي ومالي مافيش
حاجة في الدنيا مضمونة طول مالعقل شغال 
قال الاخير وهو يشير بسبابته بجانب رأسه لوت هي شفتيها بغير اقتناع ولكنها سألته
طب يعني على كدة انت ممكن تبرئني انا كمان بعقلك النور ده 
صدح ضاحكا بصوته العالي يقهقه ساخرا منها فقال بين ضحكاته
تتبرئي فين ياهبلة ههه وانتي هربانة بفلوس الراجل والدهب كمان ههههه
صكت فمها تشيح بوجهها عنه لكي تتجنب الرد على سخريته برد لاذع فأكمل هو ببعض الجدية بعد أن هدأت نوبة ضحكاته
على العموم انتي لازم تخلي بالك من نفسك وماتخرجيش كتير لحد الدنيا ماتهدى ونشوف لنا صرفة الا قوليلي صح انتي غيرتي من اللوكاندة اللي قولتلك عليها
لا مغيرتش ياسعد عشان ماينفعش اروح لبيت ستي ولا أي حد يعرفه أدهم بس انا شايفة كدة السطح هنا شرح وبرج ماتشوفلي صرفة اسكن هنا انا كمان في الأوضة اللي جمب اوضتك 
شرح وبرح !
قالها ساخرا قبل ان يتابع
لا ياختي ماينفعش نبقى مع بعض عشان ماحدش فينا يوقع التاني وبرضوا ماينفعش اللوكاندة ليكي وانتي ست ولوحدك شوفيلك سكنة عند أي حد مايعرفهوش جوزك فاهماني بقى 
اومأت برأسها متفهمة وهي تتسائل بداخلها اين يمكنها الذهاب 

في المقعد الخلفي بسيارة الأجرة وهي جالسة بجوارها ولا تعلم عنوان وجهتها تنهدت بقلق وهي تنظر من نافذة السيارة للخارج لقد مر عدة أيام منذ حديثهم العاصف حينما طالبتها باثبات ولائها ومحبتها لابنتها الراحلة فاتن! تلجلجت معها وهي لا تدري مقصدها حتى سألتها بغموض 
يعني لو طلبت منك تسيبي علاء هاتسيبه 
ظلت فجر لبعض اللحظات تحدق بها بعدم استيعاب تنتظر منها التراجع عن مطلبها وادعاء المزاح ولكن ملامحها المغلفة زادات من حيرتها 
فخرجت اجابة فجر بتشتت
انت بتتكلمي ازاي ياعمتي هي علاقة حب ولا خطوبة عادية دا جواز وانا مكتوبة على إسمه يعني ما ينفعش 
بابتسامة بمبهة نهضت من جوارها وهي تقول 
يعني انتي مش عايزة تسيبي حبيب القلب وبتقولي انك بتحبي فاتن! ماشي يافجر 
نهضت خلفها توقفها ممسكة بذراعها حتى سقطت دمعة على وجنتها دون ارداتها 
ياعمتي بلاش كلامك ده انا لو اعرف ان دا هايرجع فاتن هاعمله ومش هاتأخر بس دا ممانوش فايدة وهي دلوقتي عند ربنا يعني الحي ابقى من المېت زي مابيقولوا
انشق ثغرها بابتسامة جليدية لها قبل ان تخرج بصمت وتتركها في حالة من الشتات والتخبط استمر لعدة ايام وهي تعاملها بشكل طبيعي أمام الجميع والأغرب انها كانت تمازحها ايضا معهم ولكن تظل هذه النظرة المريبة منها تخبرها باستمرار الحړب الباردة بينهم حتى جاءت اليوم تخبرها بشكل مباشر امام والدتها انها تريدها معها في الذهاب زيارة لأحدى الاقارب من اهل زوجها بصفتها تعلم بأماكن المدينة أكثر منها الغريب في الأمر انها لم تأخذ ابنتها سميحة وهي الأولى وحتى انها لم تذكر لها العنوان ولكن ذكرته بالتحديد أمام السائق فما فائدة مجيئها معها اذن
بس هنا على إيدك يااسطى 
استفاقت من شرودها لتجدها تنظر نحوها قائلة بهدوء 
ايه يافجر مش عايزة تنزلي ياعين عمتك احنا خلاص وصلنا 
وصلنا!! 
قالتها قاطبة حاجبيها باندهاش ازداد أكثر حينما ترجلت من السيارة وهي ترى رقي المبنى السكني التي تتقدم بخطواتها نحوه وهي خلفها تسير كالمغيبة دلفت لداخل المبنى الرخامى تلقي التحية على الحراس وهم يرددون التحية خلفها بمودة وكأنها من أصحاب المبنى وليست غريبة عنهم 

وفي مكان اخر بحديقة المشفى وعلى اريكة خشبية تحت ظلال الأشجار الكثيفة كان جالسا متكتف الذراعين راسه مطرقة للأرض نحو اقدامه الممدودة للأمام تاركا نفسه للحزن وقد تمكن اخيرا بالانفراد مع نفسه بعيدا عن والدته او شقيقه المړيض الذي انتبه رغم تصنع السعادة والمزاح امامه بحزنه وسأله عما به ولكنه كان دائما ما ينكر متهربا منه ومن فراسته يخفي بقلبه هذه الغصة المريرة لشعور الغباء الذي تملكه طوال هذه السنوات شقيقه الصغير رغم طيبته ودماثة اخلاقه يكتشف العيب وهو المشهور دائما بقرب الشبه بينه وبين والده في قوة الشخصية والتحكم يظل اعمى وينساق خلف حمائية كاذبة لشخص مريض استغل هذه العاطفة بكل خبث ودهاء كيف كان سيسامح نفسه لوحدث السوء لشقيقه مۏته اهون من هذا الاحساس !
الجو جميل هنا
صح 
رفع عيناه نحو محدثه وقد علمه من صوته من قبل ان يراه اومأ له برأسه بروتينية غير قادر على الرد تنهد عصام
تم نسخ الرابط