عنيكي وطني وعنواني
المحتويات
الباب بقوة وهو يضع سلسلة مفاتيحه في جيب سترته فقال
طبعا وانت هامك حاجة هيبة جوزك ولا سمعته قدام الناس ولا تفرق معاكي بمليم حتى
استدارات شاهقة وهي تضع يدها على خصرها
دا بجد بقى انت زعلان وانا اقول لاوي بوزك ليه شبرين من ساعة ماخرجنا من عند نسايب ابنك
لمي نفسك يانيرمين
في إيه ياشاكر هو انت بتزعقلي كده ليه أساسا عملت إيه أنا
خطا يقترب منها حتى امسك بمرفقها فقال مابين اسنانه
بقى بالذمة انتي مش عارفة عملتي إيه لمېتي معازيم الفرح كلهم عليكي وانتي بترقصي ولساكي مش عارفة عملتي إيه
قالت پخوف ومداهنة
شدد على مرفقها
بلاش ملاوعة معايا يانرمين انتي رقصتي قدام الكل رجالة وستات قاصدة تلفتي النظر ليكي ولا انتي فاكرني غبي
لا مش غبي ياشاكر بس انا فاهمة زعلك من إيه بالظبط انت خاېف على إحساس السنيورة مراتك صح ياشاكر ولا انا كدابة
فلتها پعنف هاتفا باذدراء
جالسة على طرف التخت عاقدة كفيها بحجرها مطرقة رأسها للأسفل كطفلة صغيرة تتلقى التوبيخ من والدتها التي كانت تقطع الغرفة ذهابا وعودة أمامها بعصبية وهي تصرخ عليها بشكل هيستيري
رودي عليا وفهمينى ساكتة ليه
يعني عايزاني اقول إيه
صاحت بصوت أعلى
هو انا لسه هاقولك ياعين امك انا عايزة افهم بقى انتي بتكرهيه ليه
جالك قلب تكسري فرحة الولية الغلبانة دي ازاي بس
اغمضت عيناها بتعب فقالت بخزي
انا ماكنتش قاصدة احرجها ولا اكسفها بس هي اللي إضطرتني لما فاتحتني كدة فجأة ثم حكاية اكسر قلبها دي اوفر اوي بصراحة لأن الجواز نصيب ولازم يجي بالقبول
وانتي بقى ياعين امك مش قابلة علاء
قالت بقوة
صاحت والدتها بصوت فاقد للسيطرة
خلاااص ياسميرة
صاح بها شاكر الذي اقتحم الغرفة فجأة وتابع
لمي الدور بقى وخلينا ننام فى الليلة المهببة دي واعتقيها بقى الليلادي واعتقينا احنا كمان
ماشي ياشاكر زي ما تحب
زفرت ارتياحا بخروج والدتها مع ابيها فاتفاجات بسؤال شقيقتها التى دلفت هى الأخرى تسألها بدهشة
سدت اذنيها قبل ان تدخل فى الفراش وتشد الغطاء حتة رأسها فقالت من أسفله
ممكن تطفي النور ياشروق عشان عايزة انام
دلفت لداخل الشرفة فوجدته جالس على مقعده ينفث دخان سيجارته فى الهواء بوجه شارد اقتربت منه بخطوات مترددة وهي تفرك بيدها فقالت بتوتر
هاتفضل كدة سهران يابني مش ناوي تقوم تنام بقى
الټفت اليها برأسه مستندا بمرفقه على ذراع المقعد وسيجارته بين اصابعه فقال بنظرة خاوية
روحي نامي انتي ياما وانا لما يجيني النوم هنام انا كمان ومش هاستنى
طعنها هذا الحزن الذي رأته بعيناه فقالت
هو انت حبيتها ياعلاء
سألها مجفلا
هي مين
أسبلت عيناها وهي لا تجرؤ على النطق باسمها فقال هو متفهما
مش وقت الكلام دا دلوقتي ياما احنا بقينا نص الليل
لم تتحرك للخارج ولكنها قالت برقة
ماتزعلش مني ياحبيبي
هز برأسه وزفر دخان سيجارته بقوة وهو يسألها باستياء
ازعل منك ليه بس ياما
حاسة اني أستعجلت وبوظت الدنيا لما فتحت الموضوع كده خبط لزق كان لازم برضوا البت تاخد وقتها وتفكر قبل ما
خلاص ياما ايدك
قاطعها بتعب وهو يتناول كف يدها وتابع
ممكن نأجل الكلام ده لبكرة عشان انا تعبان بجد ومش قادر
ممكن ياحبيبي
اومأت برأسه
ثم قبلته على جبهته وقبل ان تستدير للخروج رددت مرة أخرى
بس اوعدني انك هتريح وتنام ياعلاء
اومأ برأسه يرضيها حتى خرجت فعاد هو لشرده مرة أخرى
انام ازاي بس من قبل ما اعرف هي رفضتني ليهنهض فجأة بقبضته على حاجز الشرفة الإسمنتي وهو يحدث نفسه
البت دي پتكرهني انا النهاردة بس خدت بالي من نظرتها دي نظرة كره خالصة بس ليه بيني وبينها إيه عشان تكرهني كدة انا لازم افهم ولازم اعرف اللي فى دماغها انا مش هاهقبل اترفض كدة من غير ما اعرف السبب بس ازاي دي حتى بطلت ماتطلع بلكونتها عشان ماتشوفنيش لدرجادي هي مش طايقانى طب ليه
ظل على وضعه ېحرق بدخان التبغ وهو يحدث نفسه كالمعتوه حتى أشرقت الشمس على استيحاء فا أحس بوقع خطوات خفيفة تسير فوق رأسه على سطح المبنى الإسمنتي شرد قليلا بتفكير قبل ان يرتدي قميصه على عجل ويخرج من شقته متجها للأعلى
ملتفة بشالها وهي تنظر لشروق الشمس بشرود مستمتعة بهذه النسمات الباردة والهدوء المسيطر على الميدان أمامها بالحركة الخفيفة للبشر والقليلة للسيارات لقد مرت عليها ليلة بشعة لم يرق جفنها للنوم فيها ولو لحظة رغم ماتدعيه من برود أمام والدتها فهي فعلا أشفقت على المرأة بعد رفضها العڼيف لابنها فبرغم رفضها المسبق الا أن هذه لم تكن نيتها ابدا فى چرح المرأة
متابعة القراءة